80 ألف شخص في النمسا يعانون من الأمية.. توماس والتر يروي كيف تغلب على التحدي في عمر 45
فيينا – INFOGRAT:
وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص في النمسا من صعوبة في القراءة. وبالاستناد إلى هذه الأرقام، فإن حوالي 80.000 شخص في Vorarlberg يعانون من الأمية. وفي حديث خاص مع توماس والتر، يروي كيف تمكن من تجاوز تحديات الأمية في حياته اليومية رغم افتقاره إلى مهارات القراءة في طفولته.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، لم يتعلم توماس والتر القراءة بشكل صحيح إلا في سن الـ 45، حيث كان والديه مشغولين في أعمال متعددة ولم يكن لديهم وقت لدعمه دراسياً، ويقول توماس: “أمي غادرت المنزل عندما كنت في العاشرة من عمري، وكان والدي يعمل في أربعة وظائف مختلفة”. وأوضح أن والده لم يهتم بتحصيله الدراسي، بل حتى عندما أحضر خطاباً مدرسياً سلبياً إلى المنزل، لم يهتم به.
أساليب للتكيف
على الرغم من صعوبة القراءة، تمكن العديد من المتأثرين، مثل توماس والتر، من التكيف مع الحياة اليومية في المدرسة والعمل. ومع ذلك، واجه توماس صعوبة في قراءة الإعلانات في أحد المحلات التجارية، وهو ما جعله يدرك ضعف مهاراته في القراءة. ويضيف توماس أنه اعتمد على الذاكرة لحفظ النصوص، وهي مهارة شائعة بين العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأمية.
التحديات المستمرة
على الرغم من تمكّن هؤلاء الأشخاص من التكيف مع حياتهم اليومية، إلا أنهم يواجهون تحديات كبيرة في مواقف غير متوقعة، ويقول ستيفان فيشنالير، المدير التنفيذي لـ المدرسة الشعبية في جوتسيس، إن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأمية يواجهون نقطة تحول في حياتهم المهنية عندما يتعين عليهم مواجهة القيود التي تفرضها الأمية.
المعاناة والصمت
ويظل موضوع الأمية غالباً مخفياً بسبب الخجل والخوف من التمييز الاجتماعي، يذكر توماس والتر أن العديد من الأشخاص يعانون من التمييز، ما يجعلهم يترددون في طلب المساعدة، ويوضح فيشنالير أن هناك حاجة لفتح نقاش حول هذا الموضوع من أجل التوعية وتشجيع الأشخاص المتأثرين على طلب الدعم.
خطوة جديدة في مسيرته
يستعد توماس والتر حالياً لاجتياز امتحان الماتورا (البكالوريا) قريباً، ليصبح قادراً على القراءة ليس فقط باللغة الألمانية، بل أيضاً باللغة الإنجليزية.



