تراجع كبير في مساحات البيع بالتجزئة بالنمسا.. هل اقتربت نهاية المتاجر التقليدية؟

INFOGRAT – فيينا:
تستمر مساحات البيع بالتجزئة في التقلص منذ عشر سنوات، حيث شهدت تسارعًا في السنوات الأخيرة، بحسب دراسة لمؤسسة “RegioData” لأبحاث السوق.
![]() |
| APA |
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، القطاعات الأكثر تضررًا من هذا التراجع تشمل الأحذية، الإلكترونيات، الأثاث والملابس. ووفقًا للتقرير الذي نُشر يوم الخميس، فإن الشركات باتت أقل توسعًا وتقوم بتقليص مساحاتها، إلى جانب حالات الإفلاس المتزايدة في قطاع البيع بالتجزئة، ما أدى إلى إغلاق المزيد من المتاجر، والتوقعات المستقبلية تبدو متحفظة.
اتجاه مستمر منذ أكثر من عقد
وفقًا للمحللين في “RegioData”، فإن آخر زيادة في مساحات البيع بالتجزئة كانت قبل أكثر من عقد. منذ عام 2014، انخفضت مساحات البيع بمعدل 1.5٪ سنويًا، في المقابل، حافظت مساحات البيع في قطاع الأغذية على استقرارها خلال السنوات الثلاث الماضية. وعلى الرغم من افتتاح متاجر جديدة، إلا أن عدد الإغلاقات كان مشابهًا.
كما أشار التقرير إلى أن الرغبة في الإنفاق في المتاجر التقليدية شبه ثابتة، بينما تضاعفت نفقات المستهلكين في قطاع الضيافة والمطاعم.
التسوق الإلكتروني يضعف البيع بالتجزئة
لا يُعزى التراجع السريع في مساحات البيع بالتجزئة إلى التضخم العالي، بل إلى التغير في سلوك المستهلكين. الاتجاه نحو التسوق الإلكتروني ونقل النفقات إلى مجالات أخرى مثل المطاعم، العطلات، والترفيه كان له دور كبير. فقد تراجعت مساحات البيع بنسبة 18٪ في العقد الأخير، في حين ازداد نصيب التسوق الإلكتروني بنفس النسبة.
من بين القطاعات التي شهدت نموًا كبيرًا كان متاجر الخصم غير الغذائية مثل “Action”، “Tedi”، “Kik”، و”NKD”، التي حققت زيادة بنسبة 237٪. وعلى النقيض، عانى قطاع الإلكترونيات من أكبر تراجع بمقدار 30٪. أما قطاع الأحذية فقد شهد تراجعًا بنسبة 20٪، في حين سجلت الملابس، الأثاث، ومعدات الرياضة انخفاضًا معتدلًا يتراوح بين 7 إلى 8٪.
أما القطاعات الأخرى مثل الألعاب، الساعات والمجوهرات، المنتجات الجلدية، الأواني المنزلية والهدايا فلم يتم دراستها بالتفصيل، ولكن من المتوقع أن تكون قد فقدت أكثر من 40٪ من مساحاتها.
لا تحسن في الأفق
لا توجد أي مؤشرات على توقف هذا التراجع في مساحات البيع بالتجزئة في المستقبل القريب. ووفقًا للتوقعات المستندة إلى الأداء المالي والسلوك المتوقع للمستهلكين، من المتوقع أن يتراجع حجم المساحات بنسبة 2.5٪ إلى 3٪ سنويًا في السنوات المقبلة.
يُذكر أن جمعية “KSV1870” لحماية الائتمان أشارت الأسبوع الماضي إلى زيادة ملحوظة في حالات الإفلاس، خاصة في قطاع البيع بالتجزئة، حيث أفلس 853 شركة هذا العام. تبع ذلك قطاع البناء بإفلاس 814 شركة، وقطاع الضيافة بإفلاس 596 شركة.
هذه التحديات تسببت أيضًا في زيادة البطالة، حيث ارتفع عدد الباحثين عن عمل في قطاع البيع بالتجزئة بنسبة 11.9٪ في شهر سبتمبر.
ويأتي ذلك في وقت يسيطر فيه القلق على المفاوضات المقبلة حول الأجور، حيث ستبدأ المحادثات بشأن اتفاقية العمل الجماعية لنحو 450 ألف عامل في هذا القطاع في 23 أكتوبر الجاري.




