مياه نهر الدانوب تبرد مبنى البرلمان النمساوي في فيينا.. كيف تعمل؟

تعتبر مياه نهر الدانوب مصدرًا مرحبًا به للانتعاش في حر الصيف لكثير من سكان فيينا، ولكن حتى من دون اتصال مباشر مع النهر، يستفيد البرلمان من هذه المياه عبر نظام التبريد المركزي الذي يعتمد جزئيًا على مياه نهر الدانوب.

وفقًا لمعلومات شركة “Wien Energie”، يوفر نظام التبريد المركزي مقارنةً بالتكييف التقليدي وفورات تصل إلى 70% في استهلاك الطاقة و50% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويتم تبريد الهواء بوسائل “صديقة للبيئة” على عكس أجهزة التكييف التقليدية.

تنتج أنظمة التبريد المركزي أيضًا برودة دون توليد حرارة زائدة، مما يقلل من تأثير ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الحضرية. وتُستمد البرودة بشكل رئيسي من محطة التبريد المركزية في شوتينرينغ، مع استخدام مياه نهر الدانوب للتبريد الإضافي. ومع ذلك، لا يتدفق الماء مباشرةً من نهر الدانوب عبر نظام التبريد في البرلمان.

تُوزع المياه الباردة داخل المبنى من خلال أنظمة تبريد خاصة، مثل الأنابيب المدمجة في الجدران أو المراوح، وتعمل هذه الأنظمة على خفض درجة حرارة الغرف بفعالية، حيث تقوم بتبريد الهواء وتجفيفه في الوقت نفسه.

لم يشمل التحديث الذي تم تحت إدارة شركة “Federal Real Estate Company” (BIG) نظام التبريد فقط، بل شمل أيضًا تحديث نظام التهوية، حيث تم تركيب أربع وحدات تهوية رئيسية، إلى جانب أكثر من 30 وحدة صغيرة، وتكاملها ضمن النظام الكلي.

وتم إنشاء محطة لتبريد المياه في قبو المتحف التاريخي الطبيعي، ويجري العمل على توسيع شبكة التبريد المركزي، في يونيو الماضي، تم إغلاق شبكة التبريد المركزية تحت شارع الحلبة، مما أسس لتوفير شامل في وسط مدينة فيينا.

تغطي شبكة التبريد المركزية حاليًا حوالي 200 مبنى عبر شبكة تمتد 30 كيلومترًا، وومن المخطط أن تتضاعف قدرة التبريد من حوالي 200 ميجاوات إلى 370 ميجاوات بحلول عام 2030.

وتشمل المباني التي تستفيد من نظام التبريد المركزي على شارع الحلبة جامعة فيينا، وقاعة المدينة، وأوبرا الدولة، ومتحف الفنون التطبيقية (MAK)، بالإضافة إلى العديد من الفنادق، كما تستخدم العديد من الشقق السكنية الجديدة، مثل تلك الموجودة في منطقة نوردهانه أو حول محطة القطار الرئيسية، نظام التبريد المركزي.