Caritas تفتتح أكبر دار رعاية تلطيفية ثابتة في فيينا يرافق المرضى حتى اللحظات الأخيرة

افتتحت منظمة Caritas (كاريتاس) أول دار رعاية صحية مخصصة للرعاية التلطيفية (Hospiz) تعمل بنظام الإقامة الدائمة في مدينة فيينا، وتحديداً في منطقة Liesing (ليزينغ)، وذلك ضمن إحدى مؤسسات الرعاية الصحية، لتكمل بهذا المشروع خدماتها المتنقلة المقدمة مسبقاً في مجال الرعاية التلطيفية، ويُعد هذا المركز الجديد الأكبر من نوعه في العاصمة النمساوية، حيث يضم 16 سريراً.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعلن المدير العام لمنظمة Caritas، كلاوس شفيرتنر (Klaus Schwertner)، خلال مراسم الافتتاح الرسمي، أن الحاجة إلى هذا النوع من الخدمات مرتفعة، مشيراً إلى أن تغييرات تشريعية حديثة أسهمت في دفع عجلة التوسع في قطاع الرعاية التلطيفية نحو الأمام، وأكد شفيرتنر أن المنظمة لم تكن تملك في السابق مركزاً للإقامة الدائمة في هذا المجال، مضيفاً أن “الحاجة كبيرة بالفعل”، وبينما تتوفر حالياً خدمات واسعة النطاق ضمن الرعاية المتنقلة، لا تزال العروض في مجال الرعاية الثابتة (stationäre Versorgung) غير كافية لتغطية الاحتياج القائم.

وأشار شفيرتنر إلى أن Caritas تُشغّل حالياً خمس فرق متخصصة في الرعاية التلطيفية المتنقلة (Hospizteams) وأربع فرق للرعاية التلطيفية الطبية (Palliativteams) في مدينة فيينا، أما المركز الجديد الذي تم افتتاحه رسمياً الآن، والذي تديره المنظمة بالشراكة مع مؤسسة “Casa Leben” (كازا ليبن)، فقد بدأ عملياته التشغيلية فعلياً منذ عدة أشهر، وتمت فيه حتى اليوم مرافقة 25 شخصاً حتى وفاتهم، علماً أن أعمارهم تراوحت بين 42 و97 عاماً، وبمعدل إقامة بلغ نحو خمسة أسابيع لكل مريض، وفقاً لما أوضحه شفيرتنر.

وأكدت منظمة Caritas أن هذا المركز يُعد حالياً الأكبر بين دور الرعاية التلطيفية ذات الإقامة الدائمة في مدينة فيينا، إذ يوفر 16 سريراً للمحتاجين إلى هذا النوع من الرعاية في المراحل الأخيرة من حياتهم.

الدعوة إلى حق قانوني في الرعاية التلطيفية

أشاد شفيرتنر بالقانون النمساوي الذي تم سنّه في عام 2022 والمتعلق بتمويل دور الرعاية التلطيفية، والمعروف بـ Hospiz- und Palliativfondsgesetz (قانون صندوق الرعاية التلطيفية والاحتضار)، وقال إنه “أطلق العنان” للتوسع في هذه الخدمات، من خلال تنظيم التمويل من قِبل الحكومة الاتحادية والولايات والمنظمات المشغّلة. ومنذ ذلك الحين، يتقدم التوسع في هذا المجال بوتيرة متسارعة.

ورغم التقدم، شدّد شفيرتنر على وجود مطالب إضافية، ودعا بشكل واضح إلى إقرار حق قانوني في الرعاية التلطيفية، موضحاً أنه “لا ينبغي أن يعتمد حصول الإنسان على رعاية ملائمة في نهاية حياته على الرمز البريدي لمنطقته”.

وفي السياق نفسه، صرحت المديرة التنفيذية لصندوق الشؤون الاجتماعية في فيينا (Fonds Soziales Wien)، زوزانه فينكلر (Susanne Winkler)، أن مدينة فيينا تضم حالياً ثلاث دور رعاية تلطيفية نهارية (Tageshospize) وخمس دور ذات إقامة دائمة (stationäre Hospize)، موضحة أن المرافق النهارية قد وصلت إلى مرحلة التشغيل الكامل، بينما لا تزال هناك حاجة لزيادة عدد الأسرّة في المراكز ذات الإقامة الثابتة.

من جانبها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والصحة، كورينا شومان (Korinna Schumann) من الحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ)، أن خططاً واضحة قد أُدرجت في الاتفاق الحكومي الحالي من أجل تطوير هذا القطاع، وقالت: “يجب أن يستمر التوسع”، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تقوم حالياً بتقييم العدد الدقيق للأماكن التي لا تزال غير متوفرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى