WIFO: السياحة النمساوية ساهمت في تعميق الانكماش الاقتصادي عام 2024

أظهر تقرير حديث لمعهد الأبحاث الاقتصادية النمساوي (WIFO) أن قطاع السياحة المحلي في النمسا خلال عام 2024 شكّل عبئاً على الأداء الاقتصادي العام، على الرغم من نموه الكمي، مما ساهم في تعميق الانكماش الاقتصادي في البلاد.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، كشف معهد الأبحاث الاقتصادية (Wirtschaftsforschungsinstitut – WIFO)، في تحليل جديد نشره حول أداء قطاع السياحة في النمسا، أن هذا القطاع الذي يُعد تقليديًا من الركائز الاقتصادية الأساسية، قد لعب في عام 2024 دورًا مثبطًا للنمو، حيث أثر سلبًا على الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي رغم ازدياد عدد الزوار والإقامات.

السياحة تنمو كميًا وتتراجع اقتصاديًا

وسجّل التقرير أن عدد ليالي المبيت السياحية (Nächtigungen) ارتفع بنسبة 2.1٪، كما ارتفع عدد الوافدين (Ankünfte) بنسبة 3.3٪ مقارنة بالعام السابق، ما يعني أن القطاع قد تجاوز من حيث الحجم ولأول مرة منذ جائحة كورونا مستوى عام 2019.

لكن، ورغم هذا التقدّم الكمي، فقد انخفضت القيمة المضافة الحقيقية في قطاع الإيواء والمطاعم بنسبة 3.9٪، في وقت شهد فيه الاقتصاد الوطني إجمالاً انكماشًا بنسبة 1.4٪. وبالتالي، خلُصت الدراسة إلى أن السياحة قد ساهمت في تعميق التراجع الاقتصادي في البلاد، بدلًا من أن تعمل كقاطرة للنمو كما هو معتاد.

توقّعات لنمو مستقر في عدد الإقامات

توقّع معهد WIFO استمرار الاستقرار الكمي في عدد الإقامات السياحية خلال عام 2025، مع تقدير أن يبلغ عدد ليالي المبيت حوالي 154.6 مليون ليلة. وأشار التقرير إلى أن الرغبة في السفر لا تزال مرتفعة، إلا أن الإنفاق السياحي قد يظلّ محتشماً في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، خاصة مع الضغوط التضخمية وإجراءات التقشف.

نداء من قطاع الفنادق: “الضيوف يأتون، لكنهم يوفرون”

من جهته، وصف والتر فايت (Walter Veit)، رئيس اتحاد الفنادق النمساوي (Österreichische Hotelvereinigung)، الأرقام الواردة في التحليل بأنها تشكّل “تفويضاً واضحاً للتحرك”، مضيفاً: «الضيوف يزدادون، لكنهم ينفقون أقل». وشدّد فايت على ضرورة الانفتاح بشكل أكبر على الأسواق الدولية، واعتبر أن “المزيد من تدويل السياحة النمساوية بات أمرًا لا مفر منه” لمواجهة التباطؤ في الإنفاق المحلي والأوروبي.

شتاء 2024/2025: موسم مزدوج الاتجاهات

وبشأن موسم الشتاء الأخير (2024/2025)، أوضح تقرير WIFO أنه كان “متباين النتائج”:

  • ارتفع عدد الوافدين بين نوفمبر ومارس بنسبة 0.8٪ ليصل إلى رقم قياسي جديد قدره 17.8 مليون ضيف.
  • في المقابل، تراجعت عدد ليالي المبيت إلى 64.1 مليون ليلة، بانخفاض طفيف.

ورغم هذا الانخفاض الظاهري، أشار التقرير إلى أن عوامل التقويم، مثل وجود يوم كبيس (29 فبراير 2024)، وتوقيت عطلة عيد الفصح، قد أثّرت على الإحصاءات. وبعد تصحيح هذه العوامل، قدر WIFO أن عدد ليالي المبيت كان سيرتفع بنسبة 4.7٪.

السياحة الداخلية: دعامة ثابتة

وأشار التقرير إلى أن السياحة المحلية (Binnentourismus) واصلت أداءها القوي خلال موسم الشتاء، مما عزز من استقرار القطاع في ظل تذبذب الطلب من الأسواق الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى