أحكام بالسجن تصل إلى 3.5 سنوات لعراقي وروماني وأفغاني اعتدوا على معلمة في فيينا بالابتزاز والسرقة والاعتداء الجنسي
صدر، مساء يوم الاثنين، حكم بإدانة المتهمين الرئيسيين بشكل شامل في قضية الاعتداء على معلمة فيينا، التي تعرضت للابتزاز والسرقة والاعتداء الجنسي من قبل أحداث تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً في الفترة ما بين تموز/يوليو 2024 وكانون الثاني/يناير 2025، بالإضافة إلى إضرام النار في شقتها في كانون الثاني/يناير من العام الحالي. وقد جرت المحاكمة أمام المحكمة الإقليمية في فيينا، حيث حكم على عراقي يبلغ من العمر 15 عاماً بالسجن غير المشروط لمدة ثلاث سنوات ونصف، وعلى روماني يبلغ من العمر 17 عاماً بالسجن غير المشروط لمدة ثلاث سنوات. بينما حصل أفغاني يبلغ من العمر 15 عاماً على حكم بالسجن لمدة 15 شهراً، منها خمسة أشهر غير مشروطة، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
المحاكمة والأدلة
كانت المحاكمة التي استمرت أربعة أيام قد توقفت عدة مرات لاستبعاد الجمهور، بسبب ورود معلومات حساسة للغاية تتعلق بجرائم جنسية محتملة.
وفي سياق تبرير الحكم، أشارت القاضية رئيسة الهيئة القضائية إلى اعتراف المتهمين ببعض التهم الموجهة إليهم، مثل قضايا السرقة والحرق المتعمد. وعلى النقيض من ذلك، نفى المتهمون الرئيسيون الثلاثة تهم الجرائم الجنسية. ومع ذلك، رأت القاضية وهيئة المحلفين أن شهادة الضحية “ذات مصداقية مطلقة”، مشيرة إلى أنه لم يتم الكشف عن “حماس مبالغ فيه لتوجيه الاتهام” من قبل المعلمة خلال الإجراءات. وتحدثت القاضية عن “ادعاءات دفاعية” من قبل المتهمين، كما انتقدت وجود تناقضات في أقوالهم.
شهادات مؤثرة
وفي اليوم الأخير من المحاكمة، استمعت المحكمة إلى استجوابات بعض الشهود، التي اتسمت بالطابع العاطفي. بدأ والد ووالدة الضحية المزعومة، البالغة من العمر 30 عاماً حالياً، شهادتهما بالقول إنهما علما لأول مرة في آب/أغسطس 2024 بكيفية “ترهيب وابتزاز واغتصاب ابنتهم تحت تأثير المخدرات” من قبل عصابة من المراهقين. ووصف الأب كيف استغلوا شائعات حول صور ومقاطع فيديو مسيئة – بما في ذلك تلك المتعلقة بعلاقتها التوافقية مع طالب سابق لها كان يبلغ من العمر 16 عاماً وقتها، وهو أيضاً متهم في القضية – للوصول بشكل متكرر إلى شقة المعلمة و”الاحتفال” فيها.
وأضاف والد المعلمة أن ابنته واجهت أيضاً شائعات من قبل إدارة مدرستها السابقة في تشرين الأول/أكتوبر، وبعد ذلك شعرت بأنها “منهكة تماماً” و”أن مهنتها كمعلمة، التي كانت تحلم بها، قد انتهت”. وأشار الأب إلى أنه بعد وقوع الحوادث الأولى، بما في ذلك اعتداء جنسي مزعوم – لم يفصح عنه “STANDARD” لحماية الضحية – سرعان ما استؤنفت “أعمال العنف والسرقة والإذلال” بعد فترة هدوء قصيرة من قبل المراهقين.
التهديد بالانتقام وتأثير ما بعد الصدمة
زعمت التقارير أن الأحداث هددوا المعلمة وعائلتها بأن “أمورهم ستزداد سوءاً” إذا أبلغت الشرطة. وذكر الأب أن الضحية المزعومة ما زالت تعاني من نوبات هلع حتى اليوم عندما تسمع طرقاً على الباب. وبصوت حزين، قالت الأم: “لقد تعرضت للتهديد الكامل، كانت خائفة”، مضيفة: “لطالما كانت خائفة من أن يتم تحويل القصة لتبدو وكأنها هي الجانية”.
في المقابل، قدمت شقيقة أحد المتهمين رواية مختلفة تماماً للقضية. وادعت أن العديد من المراهقين قد مارسوا علاقات جنسية مع المعلمة. في البداية، ذكرت أن السبعة المتهمين “جميعهم” فعلوا ذلك، لكنها سرعان ما صححت أمام القاضية: خمسة منهم فقط. وقالت إنها سمعت ذلك “قليلاً” من أخيها، وهو ما لم يبد مؤكداً.
ووفقاً لشهادة الشاهدة، فإن شقيقها كان يبيع المخدرات للمعلمة – بناءً على طلبها المزعوم: “لقد حصل على أمواله هناك”. إلا أن الادعاء يعتقد أن الأحداث ربما يكونون قد ابتزوا الضحية المزعومة لشراء المخدرات. واعترفت الشقيقة بأن العائلة كانت على علم بتعاطي المتهم المخدرات وتردده على شقة المعلمة، لكنه كان “يشعر بالخجل” و”كان الأمر مزعجاً” بالنسبة له. ولم تتحدث العائلة مطلقاً مع المعلمة، لكن الشقيقة وجهت كلمات واضحة لشقيقها: “أكتب له كل يوم: لا تفعل أي شيء سيئ (Mach keine Scheiße)”. وبخصوص سرقة المتهم ساعة المعلمة وتقديمها هدية لشقيقته، قالت إنه عندما سألته عن ذلك، رد عليها بالقول: “لا تسألي كثيراً”.
تناقضات في الشهادات
بعد ذلك، أصبحت الأمور مربكة. فقد ادعت شابة أنها علمت “من الصحيفة” أن صديقها السابق – الذي كان أحد المتهمين – قد خانها مع المعلمة المذكورة، وذلك لأنها قرأت عن حالات الاغتصاب المزعومة. لم تقدم الشاهدة مزيداً من التفاصيل: “لم أكن أعرف ما الذي كان يحدث بينهما قبل اعتقالهما”.
في المقابل، انحرفت رواية صديق مقرب لأحد المتهمين بشكل كبير عن إفادته التي أدلى بها للشرطة. ووفقاً للمحضر، زعم أنه شاهد بنفسه علاقة جنسية بين المعلمة وأحد المراهقين في الشقة. إلا أنه في المحكمة لم يتمكن من تذكر ذلك، ولم يتأكد “بنسبة مائة بالمائة” إلا بعد استجواب من القاضية.
وبدت رواية الشاهد التالي غريبة. ادعى الحدث أنه وصل إلى شقة المعلمة في اليوم الأول من العطلة الصيفية لعام 2024 حوالي الساعة 6:30 صباحاً. وقالت إنها اتصلت به ليقوم بإصلاح جدرانها، وتحديداً لإصلاح ثقوب 15 مسماراً، مقابل 150 يورو. وعندما سئل عما إذا كانت الضحية المزعومة على علم بمهاراته، أجاب الحدث: “أعتقد ذلك”. وزعم هذا الشاب أنه أقام أيضاً علاقة مع المعلمة بعد ساعات قليلة فقط. وذكر أنه أخبر إحدى زميلاتها السابقات، التي التقاها صدفة في الشارع، عن العلاقات المزعومة للمعلمة مع عدة مراهقين.
وقد أدلت مساعدة الإدارة تلك بشهادتها أمام المحكمة أيضاً. وقالت إنها “صُدمت” لأن المعلمة كانت “طبيعية” قبل ذلك. كما تحدثت عن “إشاعات” كثيرة في خريف عام 2024، وذكرت أنها لم ترَ أي مقاطع فيديو أو صور مسيئة مزعومة ولم تجرِ محادثة متعمقة مع المعلمة. وكانت المعلمة قد أخذت إجازة مرضية مع بداية الفصل الدراسي.
ووفقاً لتقرير نفسي، تعرضت معلمة فيينا لاكتئاب مزمن واضطراب ما بعد الصدمة كنتيجة سببية للاعتداءات الجنسية. ويساوي هذا الأخير، من الناحية القانونية، إصابة جسدية خطيرة.



