أكثر من 800,000 ناخب في شتايرمارك يدلون بأصواتهم في انتخابات المجالس المحلية
فيينا – INFOGRAT:
توجه اليوم الأحد أكثر من 800,000 ناخب في ولاية شتايرمارك النمساوية للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجالس المحلية التي تُجرى في 284 بلدية، باستثناء مدينة غراتس، وتُعد هذه الانتخابات إعادة رسم للخريطة السياسية في الولاية، حيث تسعى الأحزاب الكبرى إلى تعزيز مواقعها، إذ يأمل حزب الشعب النمساوي (ÖVP) في تأكيد هيمنته، بينما يسعى الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) إلى توسيع قاعدته الشعبية، فيما يطمح حزب الحرية (FPÖ) إلى الفوز بمقاعد لرئاسة البلديات بعد نجاحه في الانتخابات المحلية الأخيرة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تُغلق مراكز الاقتراع تدريجياً بين الساعة 10:00 والساعة 14:30 ظهرًا، وبعد ذلك تبدأ عمليات فرز الأصوات، حيث من المتوقع ظهور النتائج الأولى ابتداءً من الساعة 14:30، وسيتم الإعلان عنها على مختلف منصات الإعلام، مع تحليلات وردود فعل من الأحزاب السياسية.
بلغ عدد بطاقات الاقتراع التي تم إصدارها للتصويت المبكر 162,406 بطاقة، وهو عدد أقل بقليل مقارنة بعام 2020، حين تم إصدار 173,366 بطاقة. ومع ذلك، فإن المقارنة مع الانتخابات الماضية معقدة بسبب تأجيل انتخابات 2020 بسبب جائحة كورونا، حيث تم تأجيلها حينها لأكثر من ثلاثة أشهر.
تغيرات في المشهد السياسي
في الانتخابات المحلية لعام 2020، عزز حزب الشعب النمساوي (ÖVP) مكانته كـ”حزب العُمَد”، وحقق مكاسب كبيرة، كما استفاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب الخضر (Grüne) من المناخ السياسي حينها، بينما تكبد حزب الحرية (FPÖ) خسائر فادحة بسبب تداعيات فضيحة “إيبيزا”.
لكن الوضع الآن مختلف تمامًا، خاصة بعد الانتخابات البرلمانية في شتايرمارك التي جرت في خريف 2024، حيث شهد حزب الشعب (ÖVP) تراجعًا كبيرًا، مما أدى إلى فقدانه منصب حاكم الولاية لصالح حزب الحرية (FPÖ).
نظام انتخابي غير مباشر لاختيار رؤساء البلديات
في شتايرمارك، لا يتم انتخاب رؤساء البلديات بشكل مباشر من قبل الناخبين، بل يتم اختيارهم من قبل المجالس المحلية المنتخبة، ويشبه النظام الانتخابي نظام الانتخابات البرلمانية، حيث يصوّت الناخبون لصالح قوائم الأحزاب، ثم تقوم القائمة الأقوى بترشيح رئيس البلدية، الذي يتم انتخابه لاحقًا من قبل المجلس البلدي. وتدرس الحكومة المحلية حالياً إمكانية الانتقال إلى نظام انتخاب مباشر لرؤساء البلديات مستقبلاً.
عدد أكبر من القوائم الحزبية في الانتخابات الحالية
شهدت هذه الانتخابات زيادة في عدد الأحزاب والقوائم المتنافسة، حيث ارتفع العدد بواقع تسع قوائم إضافية مقارنة بعام 2020، ليصل إلى 1,054 قائمة وحزبًا. وعلى الرغم من هذه الزيادة، فإن عدد البلديات التي تُجرى فيها الانتخابات انخفض من 285 إلى 284 بلدية بسبب دمج بلديتي “زوشاو” و”فورستنفلد” في كيان إداري واحد.
وتشارك الأحزاب البرلمانية الرئيسية في الانتخابات، وهي حزب الحرية (FPÖ) وحزب الشعب (ÖVP) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب الخضر (Grüne) وحزب “نيوس” (NEOS) والحزب الشيوعي (KPÖ). لكن لا تتواجد جميع الأحزاب في كل بلدية، إذ تُعدّ ÖVP الأكثر حضورًا، حيث تترشح في جميع البلديات تقريبًا باستثناء اثنتين، بينما يخوض حزب FPÖ الانتخابات في 258 بلدية، وSPÖ في 267 بلدية، والخضر في 104 بلديات، وNEOS في 37 بلدية، وKPÖ في 34 بلدية.
البلديات المستقلة والقوائم المحلية
إلى جانب الأحزاب الوطنية، هناك 72 قائمة مستقلة محلية تتنافس في الانتخابات، وهو عدد أقل مقارنة بعام 2020، حين بلغ العدد 80 قائمة. وكان يُتوقع تسجيل رقم قياسي من القوائم المستقلة، إلا أن هذا العدد تراجع بسبب اندماج بعض القوائم المحلية أو انسحاب بعضها.
تفاوتات في فرص الاختيار بين البلديات
تختلف فرص الاختيار بين الناخبين من بلدية لأخرى. ففي بلدية “كابفنبرغ” (Kapfenberg) في منطقة “بروك-ميرتسو شلاغ” (Bruck-Mürzzuschlag)، يتنافس ثمانية أحزاب وقوائم على مقاعد المجلس المحلي، مما يجعلها البلدية التي تقدم أوسع خيارات انتخابية. بالمقابل، هناك بلديات تكاد تنعدم فيها المنافسة؛ ففي بلدية “فيلدألبن” (Wildalpen) لم تتقدم سوى قائمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، بينما تقتصر المنافسة في بلدية “آيش” (Aich) على حزب الشعب النمساوي (ÖVP) فقط.
حزب الشعب النمساوي يهيمن على رئاسة البلديات
يُعرف حزب الشعب النمساوي (ÖVP) بأنه “حزب العُمَد”، حيث يشغل رؤساء البلديات في 199 بلدية من أصل 284. ويحتفظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) بـ 73 منصبًا لرئاسة البلدية، بينما تسيطر القوائم المستقلة على 12 بلدية فقط.
في المقابل، يسعى حزب الحرية النمساوي (FPÖ) إلى تعزيز وجوده في الإدارات المحلية بعد فوزه الكبير في الانتخابات البرلمانية الإقليمية الأخيرة. ورغم عدم امتلاك FPÖ حاليًا أي رئيس بلدية في شتايرمارك، إلا أنه يطمح إلى الاستفادة من زخمه السياسي للفوز ببعض المناصب المحلية، على غرار نجاحه في ولايات أخرى.



