إغلاق مجموعات بسبب الغياب المرض بسبب النقص الحاد في موظفي رياض الأطفال بفيينا

تعاني رياض الأطفال في العاصمة النمساوية من أزمة حادة في نقص الموظفين، حيث تشير التقارير إلى حاجة المؤسسات التعليمية إلى 740 مربية ومربيًا. أدى هذا الوضع إلى اتخاذ إجراءات طارئة، كان أبرزها إغلاق مجموعة داخل إحدى رياض الأطفال في الحي الثاني، بسبب إصابة عدد من الموظفين بالمرض، ولا تزال الأوضاع متوترة في ظل خطط لتوسيع التعليم الإلزامي في مرحلة الطفولة المبكرة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، اضطر القائمون على روضة الأطفال داخل مجمع “Christine Nöstlinger Bildungscampus” في الحي الثاني إلى إغلاق إحدى مجموعاتها البالغ عددها 16 قبل نحو أسبوع، جاء ذلك بعد تغيب عدد كبير من الموظفين بسبب المرض.

وأفادت رسالة أُرسلت عبر مجموعة دردشة خاصة بأولياء الأمور، جاء فيها:
„نظرًا للظروف الراهنة، وبالتنسيق مع إدارة التعليم الابتدائي MA 10، يتوجب على جميع أولياء الأمور غير العاملين إبقاء أطفالهم في المنزل، حيث تم إغلاق بعض المجموعات“.

أكدت كارين بروكال، مديرة MA 10 (إدارة رياض الأطفال في فيينا)، أن هذه الخطوة كانت إجراءً طارئًا، مشيرةً إلى تفهمها لمدى الإزعاج الذي يسببه هذا القرار للأسر، لكنها شددت على ضرورة التعامل مع الأزمة بروح التضامن، مؤكدةً أن كل الحالات الطارئة حتى الآن تم التعامل معها بنجاح.

نقص 740 مربية ومربيًا في المؤسسات العامة

تشير الأرقام الرسمية إلى أن رياض الأطفال العامة في فيينا يعاني من نقص في 740 موظفًا تربويًا، مما يزيد من صعوبة إدارة المجموعات التعليمية. على الرغم من ذلك، أكدت إدارة التعليم في المدينة أنها بدأت بالفعل حملة تدريب وتوظيف واسعة النطاق، شملت تعيين مساعدين تربويين إضافيين للمساعدة في تخفيف العبء.

الوضع ليس أفضل لدى مؤسسات رياض الأطفال الخاصة، حيث تواجه أيضًا تحديات في العثور على كوادر مؤهلة. وأوضحت أندريا فيشر، المديرة التنفيذية لمنظمة “Kinderfreunde”، وهي أكبر مزود خاص لرياض الأطفال في فيينا، قائلةً:
“إذا كان بإمكاني تمني شيء واحد، فسيكون توظيف 500 مربية ومربي على الفور، في كل روضة نحتاج إلى موظف إضافي بدوام كامل، وهذا ما نفتقده حاليًا في 150 منشأة لدينا”.

إلزامية السنة الثانية في رياض الأطفال: تحدٍّ إضافي

يُعتبر توسيع التعليم الإلزامي في رياض الأطفال ليشمل سنتين بدلًا من سنة واحدة خطوة أساسية في خطط الحكومة. وأكد وزير التعليم، كريستوف فيدركير، مجددًا أن هذا المشروع سيدخل حيز التنفيذ حتمًا، رغم عدم تحديد موعد دقيق بعد.

حاليًا، هناك حوالي 3,700 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات لا يرتادون أي روضة أطفال في فيينا، بينهم عدد كبير من الأطفال بين 4 و6 سنوات الذين سيتعين عليهم التحاق إلزامي بالمنظومة التربوية في المستقبل.

اتحاد العمال يحذر من عبء إضافي على المؤسسات العامة

حذرت نقابة العاملين في قطاع رياض الأطفال “Younion” من أن السنة الإلزامية الثانية ستكون عبئًا هائلًا، ما لم تتحمل رياض الأطفال الخاصة مسؤولية أكبر.

في هذا السياق، أوضح مانفريد أوبرمولر، ممثل النقابة:
„رياض الأطفال العامة ممتلئة بالكامل. في فيينا، تغطي المؤسسات العامة ثلث أماكن رياض الأطفال فقط، بينما تستوعب المؤسسات الخاصة الثلثين المتبقيين. لا تزال هناك إمكانية لزيادة استيعاب القطاع الخاص“.

لكن المشكلة الأساسية ليست في عدد الأماكن المتاحة، وإنما في التكاليف المرتفعة التي يواجهها أولياء الأمور في رياض الأطفال الخاصة، ما يحد من الإقبال عليها.حتى الآن، لم تقدم أي جهة تقديرًا دقيقًا لعدد الموظفين الإضافيين المطلوبين لتنفيذ السنة الثانية الإلزامية، لكن من الواضح أن التحدي سيكون كبيرًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى