ارتفاع بنسبة 30% في حالات طوارئ المخدرات بين القاصرين في فيينا
فيينا – INFOGRAT:
سجّلت العاصمة النمساوية فيينا خلال عام 2024 ارتفاعاً بنسبة تقارب 30% في حالات الطوارئ المرتبطة بتعاطي المخدرات لدى القاصرين، في وقت ارتفع فيه إجمالي تدخلات خدمات الإنقاذ بسبب جرعات زائدة من المخدرات بنحو 15% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات صدرت عن جهاز الإنقاذ المهني في فيينا (Berufsrettung Wien).
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قال ماريو كراميل (Mario Krammel)، كبير أطباء جهاز الإنقاذ، إن هناك “زيادة مطردة” في الحالات، خاصة بين المرضى من الفئة العمرية الشابة. فقد ارتفع عدد الحالات لدى الأشخاص دون سن 18 عاماً من 231 إلى 297 حالة، أي بزيادة تقارب 29%. أما لدى البالغين، فارتفعت من 2,224 إلى 2,512 حالة، في حين ارتفع عدد الحالات المسجلة لأشخاص مجهولي السن من 506 إلى 597 حالة.
زيادة طفيفة في التسممات الدوائية وانخفاض بين القاصرين
فيما يتعلق بحالات التسمم الناتجة عن تناول أدوية مخدرة، بلغ عدد تدخلات الإنقاذ 2,831 تدخلاً، مسجلاً بذلك زيادة نسبتها أكثر من 4%. إلا أن الفئة العمرية ما دون 18 عاماً شهدت تراجعاً بأكثر من 7.5% في هذا النوع من الحالات.
ويُعزى هذا التراجع في الغالب إلى أن حالات التسمم الدوائي بين القاصرين ترتبط في كثير من الأحيان بأخطاء في الاستعمال أو بمحاولات انتحار، بحسب كراميل. بينما يُشير إلى أن حالات الطوارئ المرتبطة بالمخدرات غالباً ما تتعلق بالمواد الأفيونية (Opiate)، وأحياناً بمزيج من الأفيونات والمخدرات الترفيهية مثل Liquid Ecstasy، خصوصاً لدى الشباب.
الواقع المقلق للتسممات المركبة
وأكّد كراميل أن “حالات التسمم المختلط (Mischintoxikationen)” أصبحت وللأسف واقعاً يومياً حزيناً في خدمات الطوارئ، مشدداً على أنها كثيراً ما تُشكل خطراً على الحياة. لذلك نصح الأشخاص العاديين، في حال الاشتباه بوجود حالة تسمم في محيطهم، بالاتصال الفوري برقم الطوارئ 144، حيث يقدّم موظفو غرفة التحكم الإرشادات اللازمة لحين وصول فريق الإنقاذ.
من الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه لها: اضطرابات أو فقدان الوعي، ومشاكل في التنفس.
استدعاء فرق الإنقاذ: مؤشر إيجابي
من جانبه، صرّح إيوالد لوخنر (Ewald Lochner)، منسق شؤون الطب النفسي والإدمان والمخدرات في مدينة فيينا، لوكالة الأنباء النمساوية (APA)، بأن استدعاء فرق الإنقاذ في مثل هذه الحالات يُعتبر أمراً إيجابياً من حيث المبدأ. لكنه أوضح أن البيانات لا تتيح استنتاجات مباشرة بشأن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، أو ما إذا كانت الحالات تخص أشخاصاً مسجلين رسمياً في فيينا، نظراً لأن مكان الإقامة غالباً ما يكون غير معروف.
وعي محدود بالمخاطر ومواد أكثر فعالية
وأشار لوخنر إلى أن العديد من المراهقين والشباب يفتقرون للوعي الكافي بالمخاطر. كما أن التحديات النفسية والاجتماعية ازدادت بشكل عام. وأضاف أن تحليلات حديثة أظهرت أن المواد المتوفرة حالياً أصبحت أقوى تأثيراً مما كانت عليه سابقاً.
ورغم أن معدل استهلاك المخدرات في فيينا يُعتبر “مستقراً إلى حد ما”، بحسب لوخنر، إلا أن هناك اتجاهاً نحو أنماط استهلاك أكثر خطورة، لا سيما في ما يتعلق بالعقاقير التي تُصرف بوصفة طبية، مثل البنزوديازيبينات (Benzodiazepine)، والتي تُستخدم على نحو متزايد من قِبل الشباب بالتزامن مع مواد أخرى.تجدر الإشارة إلى أنه في ربيع 2024، وتحديداً في أعقاب وفاة فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً نتيجة تعاطي المخدرات في حي سيمرينغ (Simmering) في فيينا، تم تشكيل فريق عمل خاص بمادة البنزوديازيبين. وقد بدأ الفريق في دمج نتائجه ضمن برامج التوعية والتدخل المبكر القائمة.



