ارتفاع معدل البطالة في النمسا في شهر أبريل بنسبة 6.7% مع زيادة في بطالة النساء والشباب والأجانب
فيينا – INFOGRAT:
سجلت معدلات البطالة في النمسا خلال شهر أبريل 2025 ارتفاعاً ملحوظاً مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث ازداد عدد العاطلين عن العمل بشكل عام، مع تسجيل زيادات حادة في أعداد الباحثين عن فرص تدريب مهني، إلى جانب ارتفاع مقلق في نسبة البطالة بين الشباب وطالبي العمل من ذوي الإقامات الطويلة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعلنت وزارة العمل النمساوية، يوم الجمعة، أن عدد الأشخاص العاطلين عن العمل أو المشاركين في برامج تدريبية بلغ 392,600 شخص في أبريل، ما يُمثّل زيادة قدرها 24,800 شخص أو 6.7% مقارنةً بأبريل من العام الماضي.
ومن بين هؤلاء، سُجل 311,838 شخصاً كعاطلين عن العمل فعلياً، ما يعكس ارتفاعاً بنسبة 8.4% على أساس سنوي، وبذلك ارتفعت نسبة البطالة العامة بمقدار 0.5 نقطة مئوية لتصل إلى 7.3% وفق المعايير الوطنية.
بطالة النساء والشباب ترتفع بشكل حاد
شهدت البطالة بين النساء زيادة بنسبة 10.4%، بينما ارتفعت بين الرجال بنسبة 6.9%. وارتفعت نسبة البطالة بين الشباب (دون 25 عاماً) بمعدل 10.9%، فيما زادت أعداد الباحثين عن فرص تدريب مهني (Lehrstellen) بنسبة 19.4% مقارنةً بالعام الماضي.
تزايد البطالة طويلة الأمد وارتفاع في أوساط الأجانب
أفادت الوزارة أن عدد العاطلين عن العمل لفترات طويلة ارتفع بنسبة 14% ليصل إلى نحو 91,200 شخص، كما ازداد عدد العاطلين من غير النمساويين بنسبة 10.5%، بينما بلغت الزيادة بين المواطنين النمساويين 7%.
ورغم هذه الأرقام، أشارت الوزارة إلى أن عدد الوظائف المتوفرة انخفض بشكل طفيف بمقدار 1,000 وظيفة، أما وفقًا لحسابات Eurostat (مكتب الإحصاء الأوروبي)، فقد بلغت نسبة البطالة العامة في النمسا 5.4% بزيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية، بينما وصلت البطالة بين الشباب إلى 11.3%، أي بزيادة 1.4 نقطة مئوية.
مؤشرات أولية إيجابية رغم تدهور الوضع العام
من جانبه، أشار الاتحاد الاقتصادي النمساوي (Wirtschaftsbund) إلى وجود “مؤشرات إيجابية أولية”، حيث رصد مؤشر الوظائف التابع له في أبريل وجود 156,724 وظيفة شاغرة، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 10,000 وظيفة مقارنة بالشهر السابق، رغم عدم وجود مؤشرات كافية للطمأنة العامة.
وزيرة العمل: ضرورة تعزيز المهارات
صرّحت كورينا شومان (Korinna Schumann)، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل (SPÖ)، بأن “متطلبات سوق العمل في تغير مستمر”، مؤكدةً على “ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لتعزيز مهارات الأشخاص ذوي المستويات التعليمية المنخفضة، من أجل تحسين اندماجهم في سوق العمل”.
أما هيلين شوبيرت (Helene Schuberth)، المديرة العامة لاتحاد النقابات النمساوية (ÖGB)، فقد دعت إلى “تغيير جذري في السياسات الحالية”، مشددةً على ضرورة أن “تتحمل الشركات المزيد من المسؤولية، وتكثف جهودها في تدريب العاملين الجدد لمواجهة النقص المتزايد في الكفاءات”.
قلق من تصاعد البطالة طويلة الأمد
بدورها، وصفت رئيسة غرفة العمل (AK)، ريناته أندرل (Renate Anderl)، الوضع بأنه “مقلق”، موضحةً أن “معدلات البطالة ترتفع منذ عامين بشكل مستمر”، وأن “الأكثر تضرراً هم الأشخاص الذين لا يملكون مؤهلات مهنية معترف بها”.
وفي السياق ذاته، أشار كريستوف نوماير (Christoph Neumayer)، الأمين العام لاتحاد الصناعيين النمساوي (IV)، إلى العبء الضريبي الكبير المفروض على العمل في النمسا، موضحًا أن “النمسا تحتل مركزًا متقدمًا من حيث نسب الضرائب على الدخل”، وأن “تكاليف الأجور الجانبية تشكل الجزء الأكبر من هذا العبء”.





