استمرار الخلاف بين شركة التأمين الصحي في النمسا ÖGK وأطباء الأسنان لحل خلافات دفع التكاليف
INFOGRAT – فيينا:
تتواصل الخلافات بين الصندوق الصحي النمساوي ÖGK وأطباء الأسنان المحليين حول التعامل مع الحظر الوشيك لاستخدام مادة الأملغم في حشوات الأسنان، إذ تؤكد ÖGK أنها قدمت عرضاً جديداً ومحسناً لأطباء الأسنان، لكن نقابة أطباء الأسنان في النمسا ترى أن هذا العرض لا يتضمن أي تحسينات فعلية، مما دفعها للإصرار على موقفها الرافض. وذكر رئيس الصندوق أندرياس هوس في مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء، أن العرض الجديد يمثل تحسناً واضحاً، ويتجاوز في قيمته التعريفات المعتمدة في ألمانيا، ويتماشى مع الحلول الموجودة في دول مثل فنلندا وبلجيكا وفرنسا، مضيفاً أن الصندوق يسعى للوصول إلى حل عملي يتمثل في تحديد تعريفة موحدة بغض النظر عن المادة التي يرغب الطبيب في استخدامها، على أن تكون التعريفة متدرجة حسب حجم الحشوة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وأوضح هوس أن الصندوق الصحي مستعد لاستخدام قوته الشرائية في السوق للحصول على المواد اللازمة بأسعار أقل. كما أعرب عن إصرار الصندوق على الوصول إلى اتفاق مع نقابة أطباء الأسنان في أقرب وقت ممكن، قائلاً “لقد مددنا أيدينا للتعاون”، لكنه أقر في نفس الوقت بأن التكاليف المحسوبة حالياً للخدمات العلاجية المقدمة من الصندوق صحيحة ولكنها محدودة بالنظر إلى الموارد المتاحة، ولا يمكن زيادتها إلا من خلال قرارات سياسية توفر المزيد من التمويل.
وفي المقابل، ترك أطباء الأسنان عرض الصندوق الصحي “معلقاً في الهواء”، حيث أفادت النقابة في بيان مكتوب يوم الأربعاء أن العرض الجديد لا يشكل أي تحسين، بل هو تكرار للاقتراحات التي سبق وأن نشرها هوس في وسائل الإعلام، وأضافت النقابة أنه تم إضافة زيادة بنسبة عشرة بالمئة فقط على العرض، وهي نفس النسبة التي أدت إلى وقف كافة المفاوضات سابقاً. كما أشارت النقابة إلى أن العرض لا يقدم أي تحسينات فيما يتعلق بعلاج الأطفال والحوامل والمرضعات، بل يعتبر تراجعاً في هذا الجانب، مؤكدة أنها على استعداد لاستئناف المحادثات فقط عند تقديم عرض مقبول من الناحية الاقتصادية.
يرتكز النزاع المالي بين الطرفين على مسألة المواد التي سيتم اعتمادها لحشوات الأسنان المستقبلية المشمولة بالتأمين الصحي. فعلى الرغم من موافقة أطباء الأسنان على استخدام الإسمنت الزجاجي كبديل للأملغم، نظرًا لسهولة تطبيقه في جلسة واحدة على غرار الأملغم، إلا أن هذا النوع من الحشوات يتميز بلونه الرمادي وقصر مدة صلاحيته، إذ يتطلب استبداله في غضون خمس سنوات عادةً. في المقابل، ترفض النقابة أن تكون الحشوات المركبة، التي تعرف شعبياً بالحشوات البلاستيكية البيضاء، مشمولة ضمن تعريفة التأمين، نظراً لأنها تحتاج إلى تركيبها على مراحل عدة، بالإضافة إلى ضرورة تصلب كل طبقة منها عبر استخدام الضوء فوق البنفسجي، ما يزيد من حجم العمل المطلوب وبالتالي التكاليف الإضافية. وتعتبر النقابة أن هذا الأمر يتطلب تكاليف إضافية، ويؤكدون على ضرورة تقديم الحشوات البيضاء كخدمة خاصة بتكلفة إضافية، مما يساعد في تمويل خدمات أخرى يشملها التأمين الصحي.
وفي محاولة للوصول إلى حل، تقترح ÖGK استخدام مادة بديلة وهي Alkasit، التي تتميز بلون أبيض موحد، ولكنها لا توفر تنوعاً في درجات اللون الأبيض كالحشوات المركبة. إلا أن المادة يمكن وضعها في جلسة واحدة دون الحاجة لتصلبها عبر طبقات متعددة، مما يجعلها بديلاً ملائماً من الناحية الجمالية مقارنة بالإسمنت الزجاجي الرمادي. وتعتمد ÖGK هذه المادة في 61 مركزاً من مراكز طب الأسنان التابعة لها، كما استعانت بدعم علمي خلال المؤتمر الصحفي، حيث أشاد الأستاذ في جامعة الطب بفيينا، أندرياس شيدله، بالمادة، مشيراً إلى أن الصندوق الصحي أجرى تجارب شاملة عليها منذ عام 2008، ووسع استخدامها منذ عام 2021 لتشمل كافة المراكز في منطقة شتايرمارك، واصفاً النتائج بأنها إيجابية.
وأضاف شيدله أن قرار الاتحاد الأوروبي بمنع استخدام الأملغم جاء بشكل مفاجئ، حيث كان من المقرر وقف استخدامه لأسباب بيئية بحلول عام 2030، إلا أن القرار تقدم موعده، مشيراً إلى أن إيجاد بديل فعلي للأملغم قد لا يتحقق في المستقبل القريب. وأوضح شيدله أن مادة Alkasit تتمتع بخصائص ملائمة، بما في ذلك صلابتها، مما يجعلها بديلاً محتملاً للأملغم.



