البطالة في النمسا ترتفع للشهر الثاني والثلاثين على التوالي.. وتزايد ملحوظ في صفوف النساء فوق الخمسين عاماً
شهدت النمسا، خلال الأشهر الماضية، استمراراً في ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، حيث سجلت البطالة نمواً للشهر الثاني والثلاثين على التوالي، لكن الارتفاع الأكبر والأكثر لفتاً للانتباه كان بين فئة النساء فوق سن الخمسين عاماً، ما دفع إلى إطلاق برامج جديدة لدعم التوظيف في هذه الفئة العمرية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
في نهاية شهر نوفمبر الماضي، بلغ عدد المسجلين كعاطلين عن العمل في الولاية 11,822 شخصاً، وهو ما يمثل زيادة قدرها 3.9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وسُجلت أكبر زيادة في هذه الأعداد ضمن فئة النساء ممن تجاوزن الخمسين عاماً، بارتفاع حاد بلغت نسبته 12.5 في المئة.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس مكتب سوق العمل (AMS) Bernhard Bereuter بأن الوضع يزداد صعوبة بشكل خاص بالنسبة للأشخاص الذين يفقدون وظائفهم في سن الستين ويجدون أنفسهم عاطلين عن العمل لفترة طويلة. ولهذا السبب، أعلن مكتب AMS عن إطلاق برنامج جديد يهدف إلى مواصلة تشغيل ودعم توظيف كبار السن.
كما لفتت النائبة في برلمان الولاية والمديرة الإقليمية لاتحاد النقابات العمالية النمساوية (ÖGB) في ولاية فارالبرغ، Manuela Auer، الانتباه الأسبوع الماضي في البرلمان إلى تزايد معدلات البطالة بين كبار السن. وأكدت أن النساء هن الأكثر تضرراً، مشيرة إلى أن أحد أسباب ذلك يعود إلى الرفع التدريجي لسن التقاعد. وشددت على ضرورة العمل لضمان عدم انتقال النساء والرجال من حالة البطالة إلى التقاعد مباشرة، مضيفة: “نحن نعلم أن آلاف الشركات في النمسا لا توظف موظفاً أو موظفة واحداً تجاوز الستين عاماً”.
حالياً، يشكل الأشخاص البالغون من العمر 50 عاماً فما فوق نسبة 30 في المئة من إجمالي العاطلين عن العمل في ولاية فارالبرغ، منهم 1,915 من الذكور و 1,672 من الإناث. بينما تنتمي نسبة 57 في المئة من العاطلين عن العمل إلى الفئة العمرية التي تمثل سن العمل الرئيسي (من 25 إلى 50 عاماً).
تراجع في أعداد العاطلين عن العمل بين الشباب
في المقابل، سجلت أعداد العاطلين عن العمل من الشباب تراجعاً. فمن أصل 11,822 عاطلاً عن العمل، هناك 1,465 شخصاً تقل أعمارهم عن 25 عاماً. وقد أشار مكتب AMS في تقريره الذي صدر مطلع الشهر إلى أن هذه الفئة العمرية تشهد انخفاضاً مستمراً في الأعداد. وجاء في البيان الصحفي الصادر عن المكتب: “منذ شهر يوليو 2025، تتناقص أعداد المسجلين في هذه الفئة العمرية مقارنة بالعام السابق”. وعلق رئيس مكتب AMS Bereuter قائلاً: “فيما يخص الشباب الذين لا يملكون سوى شهادة إتمام التعليم الإلزامي كحد أقصى، فإننا نبذل قصارى جهدنا لضمان إكمالهم للتدريب المهني، ونقدم بذلك مساهمة مهمة في سد الشواغر المفتوحة التي تتطلب عمالاً مهرة”.
في الوقت الراهن، يمكن لما يقارب نصف المسجلين كعاطلين عن العمل إثبات حصولهم على شهادة إتمام التعليم الإلزامي كحد أقصى. وبشكل عام، طال الارتفاع المتزايد في أعداد العاطلين عن العمل النساء أكثر من الرجال، على الرغم من أن عدد الرجال الباحثين عن عمل لا يزال أعلى في الحصيلة النهائية. وقد سجل مكتب AMS زيادة في أعداد العاطلين عن العمل خاصة في المهن المكتبية، والسياحة، وخدمات التنظيف، والمهن التجارية. وفي المقابل، تراجعت الأعداد في مهن البناء ومهن المعادن والكهرباء.
ووفقاً لمكتب AMS، فإن نسبة 18 في المئة من العاطلين عن العمل المسجلين لديهم تعهد بالتوظيف. ويتوقع Bernhard Bereuter أن يرتفع الطلب على الموظفين بشكل عام مرة أخرى اعتباراً من منتصف العام المقبل، مما سيؤدي إلى انخفاض معدلات البطالة.
399,199 عاطلاً عن العمل في عموم النمسا
على مستوى النمسا بأكملها، بلغ عدد الأشخاص العاطلين عن العمل أو المشاركين في برامج تدريبية في نهاية شهر نوفمبر 399,199 شخصاً. وأفاد مكتب سوق العمل (AMS) أن هذا العدد يمثل زيادة قدرها أربعة في المئة، أي بزيادة 15,236 شخصاً مقارنة بالعام الماضي.
ويعد هذا الارتفاع هو الثاني والثلاثين على التوالي في عدد العاطلين عن العمل على مستوى البلاد، حيث لم يسجل أي تراجع منذ شهر أبريل 2023 وارتفع معدل البطالة في نوفمبر بمقدار 0.3 نقطة مئوية ليصل إلى 7.5 في المئة. وفي هذا الإطار، جاءت ولاية فارالبرغ بنسبة 6.5 في المئة، وهي نسبة أقل من المتوسط السائد على مستوى النمسا.



