الجثث خلف جدار محكم.. استمرار التحقيقات في قضية مقتل سورية وابنتها في تيرول

فييناINFOGRAT:

في أعقاب العثور على جثتين خلف جدار من ألواح Rigips في شقة بمدينة انْسْبْرُوك، تستمر التحقيقات في القضية بأولوية خاصة. وصفت المتحدثة باسم النيابة العامة يوم الأربعاء المكان الذي أُخفيت فيه ثلاجتا التجميد اللتان عُثر بداخلهما على الجثتين بأنه “غير لافت للانتباه”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

تفاصيل عملية البحث والعثور على المخفى

تعود أول عملية تفتيش لشقة المشتبه به الرئيسي النمساوي البالغ من العمر 55 عاماً وشقة شقيقه البالغ من العمر 53 عاماً – التي عُثر فيها لاحقاً على الجثتين – إلى شهر يونيو 2025، بالتزامن مع توقيفهما، ويعتقد أنهم من أصول تركية حسب مصادر خاصة لـ INFOGRAT.

“كان كل شيء مُليس ومدهون بشكل جيد”

ذكرت Julia Klingenschmid، المتحدثة باسم النيابة العامة، أن مكان إخفاء ثلاجتي التجميد لم يلفت انتباه المحققين في عملية التفتيش الأولى. وأوضحت أن السبب في ذلك يعود إلى أن الثلاجتين كانتا محاطتين بالكامل بجدران من ألواح Rigips أُنشئت خصيصاً لهذا الغرض. ووصفت Klingenschmid موقع العثور لاحقاً قائلة: “كان كل شيء مُليس ومدهون بشكل جيد”.

وأضافت أن جدران Rigips كانت ممتدة من الأرض حتى السقف، ما أوحى بأنه مجرد زاوية عادية في الغرفة. كما أشارت إلى أن العديد من الشقق تحتوي على غرف غير مربعة الشكل، ولم يكن واضحاً من الخارج أنه قد مُدّ خط كهرباء داخل هذا الجدار لتغذية ثلاجتي التجميد.

بلاغ التغيب كان بداية التحقيقات

سبق العثور على جثتي المرأة السورية البالغة من العمر 34 عاماً وابنتها البالغة عشر سنوات يوم الجمعة تحقيقات مطولة ومعقدة. أوضحت Katja Tersch، رئيسة مكتب الشرطة الجنائية في الولاية، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء، أن بلاغ تغيب الضحيتين وصل إلى السلطات في 25 يوليو 2024 من ابن عم المرأة المقيم في مدينة Düsseldorf (ألمانيا).

في نهاية المطاف، ونتيجة لوجود تناقضات في المعلومات، تحول تركيز التحقيق إلى زميل عمل الأم البالغ 55 عاماً – الذي كانت تربطه بها أيضاً علاقة شخصية خاصة – وشقيقه البالغ 53 عاماً.

“أخفيت الجثث خوفاً من العواقب”

كان الرجل البالغ 55 عاماً هو من أقلّ الأم وابنتها في 20 يوليو – أي قبل يوم واحد من اختفائهما – بعد زيارة استمرت أسبوعاً لدى الأقارب في Düsseldorf. وفي 21 يوليو، أجرت المرأة البالغة 34 عاماً مكالمة هاتفية مع عمتها، ويُعد هذا آخر اتصال معروف بالمرأة.

كما أفاد المشتبه به البالغ 55 عاماً بآخر اتصال بهما في التاريخ نفسه. وفي البداية، ادعى أن الأم والابنة غادرتا بعد ذلك في رحلة طويلة إلى تركيا لزيارة أقاربهما. لكن قبل أيام قليلة فقط، اعترف بأنه وقع حادث وأنه أخفى الجثث خوفاً من العواقب.

بحث دولي عن المفقودتين

رداً على استفسار حول سبب عدم تفتيش شقتي المشتبه بهما في وقت أبكر بحثاً عن المفقودتين، قالت Klingenschmid يوم الأربعاء إن السلطات تصرفت دائماً وفقاً لحالة التحقيق في كل مرحلة، وأجرت بحثاً مكثفاً ودولياً عن المفقودتين. وأكدت أن الصورة الكاملة للقضية لم تتضح إلا تدريجياً.

وأضافت أن الوقائع المتعلقة بالقضية – بدءاً من شراء ثلاجتي التجميد، مروراً بالتحركات المصرفية المشبوهة، ووصولاً إلى الاستخدام المزعوم لبطاقة الصراف الآلي الخاصة بالمفقودة من قبل الشقيق في الخارج – لم يتم التوصل إليها وتأكيدها إلا خطوة بخطوة، ما أدى إلى تزايد الشبهة الجنائية ضد الرجل البالغ 55 عاماً وشقيقه البالغ 53 عاماً. وعلى إثر ذلك، جرى توقيف الرجلين في يونيو 2025 وتفتيش شقتيهما. ولم يهتدِ المحققون إلى الجثتين إلا بعد اعتراف المشتبه به البالغ 55 عاماً بأفعال التغطية والإخفاء – التي أقر بها جزئياً أيضاً المشتبه به البالغ 53 عاماً. إلا أن كليهما لم يعترف بارتكاب جريمة قتل محتملة.

الدافع المحتمل لا يزال غامضاً

أكدت Klingenschmid أن المشتبه بهما ما زالا رهن الحبس الاحتياطي للاشتباه بارتكاب جريمة قتل بدافع الضرورة. وأشارت إلى أن التكهن بشأن الدافع المحتمل في الوقت الحالي هو مجرد “افتراضات”، وأن تحديد الفترة الزمنية اللازمة لتوجيه اتهام محتمل ليس ممكناً بشكل موثوق. وأكدت استمرار التحقيقات، خاصة في انتظار نتائج المزيد من فحوصات الطب الشرعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى