الحكومة النمساوية تخفف القيود ضد الحمى القلاعية وسط معارضة محلية

انتقدت ولاية بورغنلاند (Burgenland) تخفيف القيود المفروضة على واردات المنتجات الحيوانية من هنغاريا وسلوفاكيا في إطار مكافحة مرض الحمى القلاعية (Maul- und Klauenseuche – MKS)، وذلك عقب إصدار وزارة الصحة النمساوية، ابتداءً من يوم الاثنين، لائحة تنظيمية جديدة تهدف إلى تقليص القيود المفروضة بشكل مستهدف.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعلنت وزارة الصحة النمساوية السبت أن اللائحة الجديدة ستحدّ من الحظر الشامل السابق على استيراد بعض المنتجات الحيوانية من هنغاريا، بحيث يُقتصر الآن على المناطق المصنفة ضمن قانون الاتحاد الأوروبي للأمراض الحيوانية كمناطق حماية (Schutzzonen)، أو مراقبة (Überwachungszonen)، أو مناطق حظر إضافية (weitere Sperrzonen).

ومع ذلك، فإن الحظر سيظل ساريًا على مجموعات معينة من المنتجات الحيوانية القادمة من هذه المناطق، وهي:

  • الحيوانات الحيّة من الأنواع القابلة للإصابة،
  • اللحوم الطازجة،
  • الحليب الخام،
  • الروث والسماد الحيواني،
  • لحوم الطرائد،
  • الطرائد المغطاة بجلودها،
  • الجوائز والصيديات الحيوانية (Jagdtrophäen).

تقييم الوضع الوبائي يسمح بتخفيف محدد

أكدت الوزارة أن هذا التعديل يأتي في إطار خطة وقائية شاملة تنفذها النمسا بالتنسيق مع الوكالة النمساوية للصحة وسلامة الأغذية (AGES)، والدول المجاورة، والمفوضية الأوروبية. وأوضحت أن الهدف لا يزال منع دخول هذا المرض شديد العدوى إلى الأراضي النمساوية.

وأفادت أن السلطات البيطرية في هنغاريا وسلوفاكيا قد اتخذت في الأثناء إجراءات مكثفة لمكافحة انتشار المرض، وأن التقييم الحالي للوضع الوبائي يسمح الآن “بالتفريق الجغرافي” في تطبيق حظر الاستيراد، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الحماية.

بورغنلاند تعارض: التخفيف غير مناسب حالياً

أنيا هايدر-فالنر (Anja Haider-Wallner)، نائبة حاكم بورغنلاند عن حزب الخضر (Grüne)، ونيكولاوس بيرلاكوفيتش (Nikolaus Berlakovich)، رئيس غرفة الزراعة في الولاية، أعربا عن معارضتهما الصريحة لهذا التخفيف، وطالبا بتأجيل التعديلات المخطط لها في لوائح الاستيراد إلى ما بعد عطلة عيد الفصح.

حذرت هايدر-فالنر من أن “أصل المنتجات يصعب التحقق منه بدقة على الحدود”، مضيفة أن “اللائحة الجديدة تُفقد نظام المراقبة الفعّال في هذه المرحلة الحساسة من محاربة المرض معناه تماماً”. كما أشارت إلى أن أحدث حالة إصابة مؤكدة بمرض الحمى القلاعية في سلوفاكيا تم تسجيلها قبل أسبوع واحد فقط، معتبرة أن “التخفيف المتسرع هو آخر ما نحتاج إليه حالياً، لأن المرض لا يزال نشطاً في سلوفاكيا وهنغاريا”.

وشدد بيرلاكوفيتش من جهته على أن “حماية المزارعين في بورغنلاند وفي عموم النمسا تتطلب رقابة فعّالة على الحدود”، مضيفاً أن “التخفيف قبل أسبوع الفصح – وهو الوقت الذي يحمل فيه العديد من الأفراد مواد غذائية من هنغاريا وسلوفاكيا – سيكون خطأً كبيراً من وجهة نظر الزراعة”.

الرقابة على الحدود والإجراءات الوقائية مستمرة

على الرغم من التعديل، أكدت وزارة الصحة أن الإجراءات الوقائية الأخرى ستظل سارية دون تغيير، وتشمل:

  • تعزيز الرقابة على الحدود،
  • إغلاق مؤقت لبعض المعابر الحدودية الصغيرة،
  • الالتزام الصارم بإجراءات الأمان البيولوجي في المنشآت الزراعية،
  • الفحوصات الأسبوعية الشاملة في مناطق المراقبة،
  • الفحوصات المعتمدة على تقدير المخاطر في مناطق الحظر الموسّعة.

وقالت الوزارة إن الوكالة النمساوية للصحة وسلامة الأغذية (AGES) تواصل تقييم الوضع الوبائي بشكل دوري، وتتم جميع الإجراءات الوقائية بالتنسيق الوثيق مع الوزارات المختصة، والحكومات المحلية، والمفوضية الأوروبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى