الحكومة النمساوية تستبدل “إجازة التعليم” بـ “فترة التعليم المستمر”
فيينا – INFOGRAT:
أعلنت الحكومة الائتلافية المكونة من حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب نيوس (NEOS) يوم الأربعاء عن النموذج الجديد الذي سيحل محل “إجازة التعليم” (Bildungskarenz) تحت اسم “فترة التعليم المستمر” (Weiterbildungszeit)، وذلك في إطار إجراءات ضبط الميزانية، وجاء الإعلان عقب مفاوضات مطولة، وتم إقرار القواعد الجديدة خلال اجتماع مجلس الوزراء.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، يهدف النموذج الجديد بشكل أساسي إلى تلبية احتياجات سوق العمل من العمالة الماهرة، حيث أكد المسؤولون أن الهدف هو تأهيل الأشخاص ذوي المؤهلات المنخفضة ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل.
نهاية “إجازة التعليم” ومبررات التغيير
انتهى العمل بالنظام السابق لـ”إجازة التعليم” رسميًا في نهاية مارس، ولم يعد من الممكن التقديم عليه إلا إذا كان قد تم الاتفاق عليه مع صاحب العمل قبل 28 فبراير، على أن تبدأ الخطة التعليمية في موعد أقصاه 31 مايو.
واجه النظام السابق انتقادات حادة، لا سيما من حيث التكلفة، حيث بلغت تكاليف إجازة التعليم في العام الماضي، بما في ذلك مساهمات التأمين الاجتماعي، حوالي 640 مليون يورو، بعد زيادات مستمرة في الأعوام السابقة.
وزيرة الشؤون الاجتماعية كورينا شومان (SPÖ) بررت التغيير قائلة إن النموذج السابق لم يعد مناسبًا للعصر، وإن هناك بعض الاختلالات التي استوجبت التعديل. وأشارت إلى أن النموذج الجديد، الذي تم تحديد ميزانيته عند 150 مليون يورو كحد أقصى، يركّز على الأشخاص ذوي المؤهلات التعليمية المنخفضة.
تفاصيل “فترة التعليم المستمر”
- الحد الأدنى للمشاركة في البرنامج هو 20 ساعة تعليمية أسبوعيًا أو 20 نقطة ECTS في حال الدراسة الجامعية.
- في حال وجود مسؤوليات رعاية (مثل الأطفال)، يتم تقليل الحد الأدنى إلى 16 ساعة أسبوعيًا.
- النظام القديم كان يشترط فقط 8 نقاط ECTS، مما يعني زيادة كبيرة في متطلبات الحد الأدنى.
شروط جديدة أكثر صرامة
- يجب على المشاركين الخضوع لاستشارة تعليمية إلزامية.
- يجب عليهم التسجيل بانتظام لدى خدمة التوظيف النمساوية (AMS).
- يجب تقديم إثباتات للنجاح التعليمي طوال فترة الاستفادة من النظام.
أوضحت شومان أن النموذج الجديد سيكون جاهزًا “بحلول منتصف الصيف”، وسيتم تنفيذه مع بداية العام المقبل. وأكدت أن الوضع المالي الحالي فرض وضع سقف صارم للميزانية، مضيفة: “هذا هو الواقع المؤسف”.
تغيير في إمكانية الدمج مع إجازة الوالدين
أحد أبرز التعديلات هو أن “فترة التعليم المستمر” لن يكون من الممكن ربطها مباشرة بإجازة الوالدين، كما كان شائعًا في النموذج القديم. كما أن التقديم على النظام الجديد يتطلب أن يكون الموظف قد أمضى سنة واحدة على الأقل في وظيفته الحالية.
لكن لم يتم تحديد حد أقصى للعمر، مما يعني أن أي شخص مؤهل يمكنه التقديم بغض النظر عن عمره.
دعم من الحكومة والقطاع الاقتصادي
وزير الاقتصاد فولفغانغ هاتمانسدورفر (ÖVP) وصف النموذج الجديد بأنه “يوم جيد للعمل الجاد والإنجاز”، معتبرًا أنه “نموذج هادف” يسعى إلى تحقيق دخول أعلى للمشاركين من خلال التأهيل المتقدم.
من جانبه، أشار وزير التعليم كريستوف فيدركير (NEOS) إلى أن الإصلاح “يحقق فائدة مزدوجة لكل من الموظفين وأصحاب العمل”، مؤكدًا أن النظام الجديد يساعد على “رفع مستوى” العمال ذوي المؤهلات المنخفضة ليصبحوا أكثر تأهيلاً لسوق العمل.
سيتعين على الموظفين وأصحاب العمل الاتفاق مسبقًا على الإطار الزمني والتفاصيل الخاصة بالتأهيل المطلوب، وهو شرط تم التأكيد عليه من قبل جميع الوزراء الثلاثة.
كما أوضحت كورينا شومان أن الاستشارة التعليمية لن تكون إلزامية فقط إذا كانت الدورة التعليمية في نفس مجال عمل الموظف الحالي.
اتفاقيات إضافية ممكنة بدون دعم مالي
لا يزال من الممكن الاتفاق بين صاحب العمل والموظف على إجازة تعليمية أو دوام تعليمي جزئي بدون الحصول على إعانات مالية.
ردود الفعل من غرفة الاقتصاد النمساوية (WKO)
أعربت غرفة الاقتصاد النمساوية (WKO) عن تأييدها للتعديلات، ووصفت النموذج الجديد بأنه “أكثر استهدافًا” مقارنة بالنظام السابق. وأكدت أن التعديلات تعتبر “عناصر هامة لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد”، بالإضافة إلى توفير فرص للموظفين “للصعود في السلم الوظيفي”.
مع ذلك، أشارت الغرفة إلى أن أحد الجوانب السلبية في النظام الجديد هو إلزام أصحاب العمل بالمساهمة المالية، بالإضافة إلى شرط فترة الاحتفاظ بالموظف بعد انتهاء التعليم.



