الحكومة النمساوية تستعرض أول حصيلة لأدائها وتؤكد التزامها بالشراكة

أشادت الحكومة النمساوية بأدائها خلال الأشهر الأربعة الأولى من ولايتها، ووصفت عملها بالشراكة البناءة، فيما اعتبرت وزيرة من حزب الخضر أن الحكومة تمثل سياسة الفرص الضائعة والتراجع الممنهج، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

عقدت الحكومة النمساوية، يوم الإثنين، مؤتمرًا صحفيًا لتقديم أول “تقييم مرحلي” بعد مرور أربعة أشهر على توليها السلطة، رغم أن المناسبة جاءت بمناسبة منتصف العام، وفقًا لما صرّح به المستشار الفيدرالي كريستيان شتوكَر (ÖVP)، الذي أشار إلى أن أبرز إنجازات الحكومة تشمل اعتماد الميزانية الثنائية والشروع في شراكة إصلاحية مع الولايات والبلديات.

وأشاد نائب المستشار أندرياس بابلَر (SPÖ) بالعمل الحكومي، واصفًا الأداء العام بـ”الجيد”، والسلوك السياسي بـ”الممتاز”. وأكد شتوكَر على “أننا نعمل معًا كفريق ونعتمد على الشراكة، بحيث يحقق كل طرف أولوياته”. كما أشار إلى أن الحكومة ستتعامل بشكل مهني مع إجراءات العجز الأوروبي المرتقبة، رغم تفضيلها تجنبها، مضيفًا: “لكن الأرقام لم تسمح بذلك”.

وشدد شتوكَر على أن الحكومة لا تعير الاستطلاعات السلبية اهتمامًا كبيرًا، قائلًا إن الانتخابات المقبلة لن تكون قبل عام 2029. وهاجم حزب الحرية النمساوي (FPÖ) قائلًا: “لا يستطيعون فعل الكثير، لكنهم أصبحوا مركزًا لتجميع مشاعر السخط”. وعبّر عن ثقته بأن الحكومة ستكسب ثقة الناس عندما يحين وقت الاقتراع الفعلي.

من جهته، استعرض بابلَر أهم خطواته، مشيرًا إلى تشديد قانون حيازة الأسلحة، واصفًا ذلك بأنه “أقسى تعديل منذ اعتماد هذا القانون”، في إشارة إلى الرد على حادثة إطلاق النار المأساوية في مدرسة بمدينة غراتس. كما أشار إلى توسيع برامج الوقاية، وزيادة ضريبة البنوك، وتحديد أسعار الإيجارات، وتفعيل نظام التقاعد الجزئي.

أما وزيرة الخارجية بيآته ماينل-رايسينغر (NEOS)، فأثنت على آلية الاستدامة في التقاعد، وإطلاق فصول التوجيه في المدارس، وتوفير 4,000 فرصة تدريب جديدة في مجال التعليم المبكر، وزيادة عدد الاختصاصيين في علم النفس المدرسي. وأكدت أن الحكومة تعتمد على أساس قيمي مشترك أوروبي، لا سيما في موقفها الموحد من الحرب في أوكرانيا.

لكن ماينل-رايسينغر رأت أن الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن “حصيلة نهائية”، قائلة: “هذه ليست حصيلة، بل خلاصة مرحلية”، مشيرة إلى أن العديد من الإصلاحات الهيكلية لا تزال قيد العمل.

من جهة أخرى، قدّمت ليونور غيفيسلر، الناطقة باسم حزب الخضر، تقييمًا سلبيًا، واعتبرت في بيان مكتوب أن الحكومة “تسير في اتجاه واضح: تفكيك بدلًا من النهوض، غياب للمسؤولية بدلًا من التخطيط للمستقبل“. وأضافت: “ما زالت هذه سياسة الفرص المهدورة والتراجعات المتعمدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى