الحكومة النمساوية تنشئ صندوقًا لمكافحة الفقر دون تخصيص تمويل ويعتمد على التبرعات

أعلنت الحكومة النمساوية عن إنشاء صندوق جديد لمكافحة الفقر والابتكار الاجتماعي، دون أن تخصص له أموالًا من الميزانية الفيدرالية، وذلك وفقًا لما ورد في قانون الموازنة المصاحب الذي تم إقراره مؤخرًا، حسبما أفادت صحيفة Der Standard اليوم الإثنين، وتهدف الحكومة إلى تمويل هذا الصندوق من خلال التبرعات والهبات والميراث، ما أثار انتقادات حادة من حزب الخضر.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بحسب الوثيقة القانونية المصاحبة للموازنة، فإن “الصندوق لمكافحة الفقر والابتكار الاجتماعي لن يحصل على أموال فيدرالية تتجاوز التكاليف الإدارية”، وهو ما ورد ضمن التقييم التأثيري القائم على الأهداف (wirkungsorientierte Folgenabschätzung).

ويُفترض أن يساهم هذا الصندوق في تحسين ظروف حياة الأشخاص المعرضين للفقر والتهميش الاجتماعي، إلى جانب تجريب أدوات اجتماعية مبتكرة تهدف إلى منع وقوع الفقر في المستقبل، غير أن طبيعة تمويله، التي تعتمد على المساهمات الطوعية، أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية.

انتقادات الخضر: “صندوق وهمي”

وقد أعرب ماركوس كوزا (Markus Koza)، المتحدث باسم الشؤون الاجتماعية في حزب الخضر (Die Grünen)، عن استيائه من الصيغة الحالية للصندوق، واصفًا إياه بـ “الصندوق الوهمي – Fake-Fonds”، وقال في تصريح لصحيفة Der Standard: “من حيث المبدأ، وجود صندوق مخصص لمشاريع محددة فكرة جيدة، لكن بالشكل الوارد في القانون الحالي، فإن الأمر لا يتعدى كونه مشروعًا شكليًا.”

وأضاف: “مكافحة الفقر لا يمكن أن تُوكَل إلى حسن نوايا الأفراد وتبرعاتهم.”

الوزارة: التمويل عبر الهبات والعوائد المالية

من جهتها، أوضحت وزارة الشؤون الاجتماعية، بقيادة الوزيرة كورينا شومان (Korinna Schumann) من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، لوكالة الأنباء النمساوية (APA)، أن الموارد المالية للصندوق سيتم جمعها من خلال الهبات والتبرعات والميراث، إلى جانب الفوائد الناتجة عن تراكم الأصول ضمن الصندوق.

ومع ذلك، لم يُقدم حتى الآن تصور واضح حول مدى التوقعات الواقعية لحجم هذه التبرعات، أو آلية توجيه هذه الأموال إلى مشاريع ملموسة على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى