الرئيس النمساوي: أزمة المناخ لا تعرف حدودًا ولا تحتمل التأجيل
فيينا – INFOGRAT:
أطلق الرئيس النمساوي Alexander Van der Bellen تحذيرًا صارخًا في فيينا، الثلاثاء 15 أبريل 2025، ردًا على تقرير المناخ الأوروبي لعام 2024، محذرًا من تسارع التغير المناخي في القارة الأوروبية بشكل غير مسبوق يتجاوز حتى ما شهدته الأرض في فترات الانقراض الجماعي الماضية، داعيًا إلى تحرّك فوري دون أي تأخير.
وبحسب صحيفة Heute النمساوية، أظهر التقرير الجديد الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO وخدمة Copernicus التابعة للاتحاد الأوروبي (C3S)، أن عام 2024 سجّل أعلى متوسط حرارة عالميًا وأوروبيًا على الإطلاق، متجاوزًا بمعدل يفوق 1.5 درجة مئوية مقارنةً بالمستويات التي سبقت الثورة الصناعية. واعتُبر هذا العام تتويجًا لعقد كامل من السنوات العشر الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل المناخ.
القارة الأكثر تضررًا من التغير المناخي
منذ ثمانينيات القرن الماضي، ارتفعت درجات الحرارة في أوروبا بمعدل يزيد على ضعف المعدل العالمي. ويرى التقرير أن أوروبا هي القارة التي تسجّل أعلى وتيرة تسخين عالمي.
ووفقًا للتقرير: “تزداد موجات الحر في تكرارها وحدّتها، وتشهد مناطق جنوب أوروبا موجات جفاف ممتدة. الجليد يذوب في جميع المناطق الأوروبية، كما تم رصد تغيّرات في أنماط الهطول، بما يشمل ازدياد شدة الأحداث المناخية المتطرفة، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر الفيضانات، وقد ساهم ذلك في وقوع بعض من أسوأ الكوارث خلال عام 2024”.
Van der Bellen: “الأزمة لا تعرف حدودًا ولا تقبل التأجيل”
في تصريح شديد اللهجة، قال الرئيس Alexander Van der Bellen:
“أزمة المناخ لا تعرف حدودًا وطنية، وحلّها لا يحتمل أي تأجيل. إذا أردنا أن نترك لأطفالنا وأحفادنا كوكبًا صالحًا للعيش، علينا أن نعمل سويًا من أجل ذلك.”
ووصف Van der Bellen الوضع بأنه “كارثة بيئية تتهدد وطنه”، في دعوة واضحة للتحرّك الجماعي والفوري.
دعوات سياسية لحلول ملموسة
Leonore Gewessler، وزيرة البيئة السابقة من حزب الخضر، علّقت أيضًا بلهجة انتقادية قائلة:
“نحن بحاجة إلى حلول ملموسة، مثل حماية التربة بدلًا من صبّ الإسمنت. لا حاجة لنا إلى مشاريع طرق من القرن الماضي، مثل نفق Lobau، بل حان وقت حماية الطبيعة.”
علماء المناخ: الإنذار الأحمر قد دُقّ
من جهته، حذّر عالم المناخ Marc Olefs من مؤسسة GeoSphere Austria من وتيرة الاحترار في أوروبا قائلًا:
“نحن نشهد ارتفاعًا حراريًا يصل إلى نصف درجة مئوية في كل عقد، وهي سرعة تفوق بعشرة إلى مئة مرة ما حدث خلال فترات الانقراض الجماعي في تاريخ الأرض.”
وشدّد على أن هذه الأرقام يجب أن تكون دافعًا أقوى لتنفيذ تدابير حقيقية لحماية المناخ، مضيفًا: “يمكننا إيقاف ذلك — إذا أردنا فعلًا.”
كما نبّه Olefs إلى أن زيادة درجات الحرارة، وهطول الأمطار الغزيرة، والجفاف المتزايد، ستؤدي إلى خسائر في الرفاه الاجتماعي ضمن منطقة تعدّ “نقطة ساخنة” للتغير المناخي.
عام 2024: تباين مناخي شديد بين شرق وغرب أوروبا
سلّط التقرير الضوء على التفاوت الحاد في الظروف المناخية بين شرق وغرب القارة الأوروبية عام 2024. ففي حين كان الشرق مشمسًا ودافئًا بشكل غير معتاد وسجّل موجات حر قياسية – بما في ذلك أطول موجة حر منذ بدء السجلات في جنوب شرق أوروبا – شهد الغرب الأوروبي طقسًا متقلّبًا مع أشهر باردة نسبيًا، إلى جانب كميات مطر جعلت منه أحد الأعوام العشرة الأكثر رطوبة منذ عام 1950.
خسائر بشرية وكوارث طبيعية واسعة
سجّلت أوروبا أكبر عدد من الفيضانات منذ عام 2013، وتسبّبت الفيضانات والعواصف في وفاة ما لا يقل عن 335 شخصًا خلال العام الماضي. بعض الأنهار في غرب أوروبا بلغت أعلى مستويات التدفق المسجلة في فصلي الربيع والخريف، بينما عانت الأنهار في شرق أوروبا من تدفق منخفض بلغ أدنى مستوياته في نوفمبر.
في المقابل، كانت الساعات الشمسية في شرق أوروبا أعلى من المعدل، بينما سجّل غرب القارة معدلات غيوم مرتفعة. وقد أثّر هذا التباين على قدرة توليد الطاقة الشمسية، التي كانت فوق المعدل شرقًا وتحت المعدل غربًا. ومع ذلك، بلغ إجمالي الطاقة المتجددة المستخدمة في توليد الكهرباء في أوروبا مستوى قياسيًا عند 45% لعام 2024.


