الرئيس فان دير بيلين: “لا يمكن أن تستمر الأمور كما هي… النمسا بحاجة لتكاتف الجميع”

وجّه الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين رسالة مفتوحة، عبّر فيها عن قلقه إزاء الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد، مشيراً إلى أن “الأمور لا يمكن أن تستمر كما هي”، وداعياً إلى تعزيز روح التضامن وتحمل المسؤولية الجماعية في مواجهة التحديات.

وبحسب صحيفة krone النمساوية، جاء ذلك عقب حضوره، يوم الثلاثاء، خطاب الميزانية الذي ألقاه وزير المالية ماركوس مارتر باور (Markus Marterbauer) من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، في البرلمان. كما أشار الرئيس في رسالته إلى الذكرى السبعين لتوقيع معاهدة الدولة النمساوية، التي صادفت هذا الأسبوع، واستغل المناسبة لتسليط الضوء على أهمية التكاتف الوطني في فترات الأزمات.

رسالة الأمل رغم الأعباء

وقال فان دير بيلين في رسالته:

“على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب والأخبار المثقلة بالهموم، فإنني متفائل. علينا أن نبقى متماسكين ونتحمل المسؤولية – في الأمور الصغيرة كما في الكبيرة.”

وأضاف الرئيس أنه سيشارك الأسبوع المقبل على رأس وفد نمساوي في معرض إكسبو العالمي في اليابان، لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، وللدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى الأمام، مؤكداً أن هذه الزيارة تأتي في توقيت حساس يتطلب إعادة إنعاش الاقتصاد وإعادة ميزانية الدولة إلى مسار مالي مستدام.

نقد ضمني للنهج السابق

وأشار فان دير بيلين إلى أن خطاب الميزانية الأخير هو بمثابة مؤشر واضح على ضرورة التغيير، قائلاً:

“خطاب وزير المالية هذا الأسبوع كان واحداً من بين عدة إشارات على أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو. كيف سنرد على ذلك؟ إننا جميعاً مدعوون للعمل. مشروعنا المشترك – النمسا – يحتاج إلى مساهمتنا النشطة. المراقبة والتعليق لن تكون كافية.”

وتابع:

“نحتاج إلى الشجاعة، وإلى التماسك، وإلى الاستعداد لتحمل المسؤولية – في الأمور الصغيرة كما في الكبيرة.”

استدعاء روح الماضي لبناء المستقبل

وبمناسبة الذكرى السبعين لمعاهدة الدولة، التي أعادت السيادة للنمسا بعد الاحتلال الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، ذكّر الرئيس بحجم الإنجاز الوطني آنذاك:

“من بين الركام، نشأت دولة مزدهرة تمكنت من تجاوز نزاعات ما بعد الحرب، وكتبت قصة نجاح فريدة قائمة على التكاتف.”

وختم رسالته برسالة أمل وتحفيز:

“قد يبدو من الصعب، في ظل هذه الأوضاع، تصوّر أن نعيد النمسا إلى مقدمة الدول الأوروبية – في مجالات التعليم والبحث والنظام الصحي والاجتماعي والاقتصاد – لكن إن أردنا ذلك بصدق، فسننجح. دعونا نُطلق روحاً جديدة من التكاتف.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى