الرئيس والمستشار النمساويان يشاركان في استقبال دبَّي باندا تجسيدًا لـ”دبلوماسية الباندا” مع الصين
فيينا – INFOGRAT:
استقبلت حديقة حيوان شونبرون في فيينا رسميًا الدبّين العملاقين الجديدين، لان يون (Lan Yun) وهي فنغ (He Feng)، بحفل بهيج تضمن رقصة الأسد وحضور كبار الشخصيات السياسية من النمسا والصين، وأصبح بإمكان الزوار الآن مشاهدة الدبّين في المكان المعاد تصميمه والمطور حديثًا داخل الحديقة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شهد حفل الاستقبال، الذي أقيم يوم الأربعاء في جناح الإمبراطور (Kaiserpavillon)، حضور رئيس النمسا ألكسندر فان دير بيلين (Alexander Van der Bellen)، والمستشار الاتحادي كريستيان ستوكر (Christian Stocker) من حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، بالإضافة إلى نائب رئيس المؤتمر الشعبي الوطني الصيني لي هونغ تشونغ (Li Hongzhong).
وعبّر فان دير بيلين عن أهمية وصول الدبّين قائلاً بأنه نتيجة للتعاون البحثي الناجح بين حديقة حيوان شونبرون وشريكها الصيني جمعية حماية الحياة البرية في الصين (China Wildlife Conservation Association – CWCA).
وقد أشاد فان دير بيلين بهذا التعاون بين البلدين، مؤكدًا أن مثل هذه الشراكات “تبني الثقة وتقرب بين الأمم”. وأضاف أن الدبّين العملاقين يمثلان رمزًا للشراكة والصداقة الصينية-النمساوية، واصفًا وصولهما بـ “جسري التواصل”.
في سياق تطوير البيئة التي يعيش فيها الدبّان، تعاونت الحديقة مع شركة صينية لتحديث المكان المخصص لهما. وأوضح مدير الحديقة شتيفان هيرينغ-هاجنبيك (Stephan Hering-Hagenbeck) أن مساحة القسم الداخلي الخاص بالدبّ الذكر هي فنغ قد زادت بنسبة ثلث مقارنة بالسابق، كما أُضيفت مسطحات مائية ومرافق للتسلق في القسم الخارجي، خاصة بعد نقل دبّ الباندا الأحمر إلى مكان آخر، ما منح الدبّين العملاقين مساحة أكبر في الهواء الطلق.
وأشار هيرينغ-هاجنبيك إلى أن إعادة تصميم المكان كان تحديًا كبيرًا، نظرًا لأن الحديقة مصنفة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، مما يتطلب مراعاة معايير صارمة في عمليات التعديل. ومن الموقع الجديد يمكن للزوار الآن مشاهدة لان يون وهي فنغ من جناح الإمبراطور.
وصل الدبّان من الصين إلى فيينا في 23 أبريل 2025، وخضعا منذ ذلك الحين لفترة حجر صحي وتكيّف في القسم الداخلي. وُلد الاثنان عام 2020 في مراكز خاصة بحماية وتربية الدببة العملاقة ضمن مركز بحوث وحفظ الباندا العملاق (Conservation and Research Center for the Giant Pandas – CCRCGP).
تعيش الدببة العملاقة بمفردها في الطبيعة، لذا تم تخصيص أماكن منفصلة لكل منهما داخل الحديقة. وقد ودع جمهور الحديقة في الخريف الماضي الدبّين المحبوبين يانغ يانغ ويان يان، اللذين عادا إلى موطنهما الأصلي في الصين لقضاء ما تبقى من حياتهما.
يرتبط وصول الدبّين إلى شونبرون بما يُعرف بـ”دبلوماسية الباندا” الصينية، حيث تقوم الصين بإعارة هذه الحيوانات بمبالغ مالية كبيرة إلى حدائق حيوان مختارة حول العالم، كرمز للصداقة والتعاون بين الصين والدول المستقبلة. وتعود شراكة الحديقة مع جمعية حماية الحياة البرية الصينية إلى عام 2003، وتم تجديدها في يونيو من العام الماضي لعشر سنوات إضافية، مع التركيز على حماية المواطن الطبيعية للباندات وتحسين ظروف تربيتها وتكاثرها تحت الرعاية البشرية.
وذكر هيرينغ-هاجنبيك أن الدبّان العملاقان يعتبران “سفراء مهمين لحماية الأنواع” وأكد ضرورة استمرار التعاون للحفاظ على هذا النوع المهدد. ويعيش اليوم نحو ألفي دب باندا عملاق في البرية، موزعين على مناطق محدودة في الصين، بعد أن كانت أعدادهم تقل عن 1100 في ثمانينيات القرن الماضي بسبب التهديدات البيئية، إلا أن جهود الحماية الحكومية أدت إلى زيادة أعدادهم تدريجيًا.




