السجن المؤبد لأم من أصول تركية في فيينا قتلت طفلتها “ملك” بعد سبعة أيام على ولادتها بسبب “العار”

قتلت أم من أصول تركية طفلتها “ملك” البالغة من العمر سبعة أيام، ثم ألقت جثتها في حاوية نفايات قرب مستشفى Favoriten في فيينا؛ المحكمة الجنائية الإقليمية في فيينا حكمت عليها بالسجن عشرين عامًا في 8 يوليو 2025، بعدما أقرت بجريمتها خلال جلسات محاكمتها، مؤكدة أنها “وحش” وأعربت عن ندمها، بحسب صحيفة krone النمساوية.

عثرت السلطات في فيينا على جثة الطفلة “ملك“، البالغة من العمر سبعة أيام، ملفوفة ببطانية يومية، موضوعة داخل كيس ورقي وكيس بلاستيكي أسود، في حاوية نفايات بجانب مستشفى Klinik Favoriten. وكشفت التحقيقات أن والدتها البالغة من العمر ثلاثين عامًا هي من قتلتها، وخلال جلسة محاكمتها أمام المحكمة الجنائية الإقليمية في فيينا، اعترفت المتهمة بجريمتها، وقالت: “أنا أعلم أنني وحش”، بينما كانت تغرق في دموعها، وصدر الحكم بالسجن 20 عامًا، لكنه غير نافذ بعد (غير قطعي).

أثارت القضية اهتمامًا واسعًا في الإعلام النمساوي، ولم يكن أحد من هيئة المحلفين في المحكمة غير مطّلع على تفاصيلها المؤلمة، مع ذلك، بدا الذهول واضحًا على وجوه الحاضرين حين افتتحت النيابة العامة مرافعتها، مؤكدة أن المتهمة فكّرت في التخلّص من المولودة منذ لحظة ولادتها، بحسب ما أدلت به في إفادتها للشرطة.

“وصمة عار للعائلة”

وُلدت الطفلة “ملك” بعد ظهر يوم 14 نوفمبر 2024 في مستشفى Klinik Favoriten في العاصمة النمساوية، وقالت المحامية المدافعة Astrid Wagner إن موكلتها كانت تعتبر الطفلة “وصمة عار للعائلة”، وذلك بعد أن رفضت عائلتها علاقتها بوالد الطفلة عقب قضائها عقوبة سجن في الخارج، وأكدت أن الحمل لم يكن مخططًا له، وجاء خارج إطار الزواج، مما زاد من تعقيد الوضع.

صرّحت المحامية: “عندما علمت بحملها، كانت في الأسبوع التاسع عشر، وبالتالي فات أوان الإجهاض”، وأضافت أن موكلتها لم تكتف بإخفاء حملها، بل أنكرت الأمر تمامًا حتى بدأ المخاض قبل الموعد المتوقع بنحو شهر، وبحسب أقوال المتهمة، فقد أحبت الطفلة لحظة ولادتها قائلة: “عندما وضعوها على صدري، علمت أنها ملاك”، في إشارة إلى أن اسم “ملك” يعني “ملاك” باللغة العربية.

“لم أكن أعلم ماذا أفعل بها”

تحدثت المتهمة خلال الجلسة عن لحظة مغادرتها المستشفى: “قالوا لي يوم الخميس إنني سأخرج من المستشفى، ومنذ تلك اللحظة بدأت أرى الأمور بنظرة نفق ضيق. لم أكن أعلم إلى أين أذهب بها”، وتابعت: “كان هناك العديد من الخيارات، كان بإمكاني تسليمها لوالدها الذي كان ينتظرها وجهز لها السرير، أو أن أضعها في حضانة الأطفال أو حتى صندوق الأطفال (Babyklappe). كل تلك الخيارات كانت أفضل مما فعلته”.

وأوضحت أنها قامت بأخذ الطفلة وتغليفها ببطانية، ثم وضعتها في كيس ورقي، وحملت معها كيسًا بلاستيكيًا أسود حتى “لا تشعر الطفلة بالبرد”، وتابعت: “كنت أريد فقط أن أضعها في مكان ما، لم أرد قتلها”.

لحظة الجريمة

عند تذكّرها لحظة ارتكاب الجريمة، قالت الأم: “بدأت بالبكاء، حاولت خنقها مرة، لكنني لم أستطع”، فسألتها القاضية: “وماذا بعد ذلك؟” فأجابت بصوت خافت: “ألقيت بها على الأرض”، واستفسرت القاضية: “كم مرة؟”، فردّت المتهمة: “ثلاث مرات”، حتى توقّفت الطفلة عن البكاء.

دموع وندم داخل قاعة المحكمة

بعد أن أثارت روايات خاطئة عن اختطاف الطفلة حالة استنفار أمني واسع وعمليات بحث استمرت يومًا كاملًا، عُثر على جثة “ملك” داخل حاوية قمامة قرب المستشفى، وخلال المحاكمة، قالت الأم: “لو كنت أستطيع العودة بالزمن، لفعلت كل شيء بشكل مختلف. كانت ملك ستظل على قيد الحياة”. وأضافت وهي تبكي: “أنا أعلم أنني وحش”.

استغرق الأمر وقتًا قصيرًا فقط حتى أدانت هيئة المحلفين المتهمة بتهمة القتل، معتبرة أن السجن لمدة 20 عامًا عقوبة مناسبة، ويُشار إلى أن الحكم غير نافذ بعد وقد يتم الطعن فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى