السجن لليبي وجزائري بسبب إطلاق النار والنزاع على تجارة المخدرات مع سوري وفلسطيني
فيينا – INFOGRAT:
حُوكِمَ رجلان في فيينا بتهمة محاولة القتل بعد إطلاق نار في ساحة Yppenplatz، وحُكم عليهما بالسجن لارتباطهما بتجارة المخدرات والاعتداءات الجسدية، بينما بُرئا من تهمة الشروع في القتل.
نُظرت يوم الخميس في المحكمة الإقليمية في فيينا (Landesgericht Wien) قضية إطلاق النار التي وقعت في ساحة Yppenplatz بحي Ottakring بتاريخ 14 يوليو/تموز 2024، حيث مثل أمام المحكمة رجلان يبلغان من العمر 21 و29 عامًا بتهمة الشروع في القتل. وأسفر الحادث حينها عن إصابة شابين بجروح خطيرة، أحدهما فلسطيني يبلغ من العمر 23 عامًا، والآخر سوري يبلغ من العمر 19 عامًا.
وبحسب صحيفة oe24 النمساوية، تعود خلفية الحادث، وفقًا لما أفاد به الادعاء العام في بداية الجلسة، إلى خلاف مرتبط بالاتجار بالمخدرات. حيث أوضح المدعي العام أن الرجلين المتهمين “كان لهما ارتباط وثيق بعالم المخدرات”، وكانا على الأرجح جزءًا من شبكة تتاجر بـالقنب (Cannabis) وتعتاش من بيعه.
ووفق التحقيقات، قام الشاب الأصغر سنًا، وهو ليبي الأصل، بإطلاق أربع طلقات نارية، مما أدى إلى إصابة الضحيتين، واعترف أمام المحكمة قائلاً:
“أطلقت أربع طلقات على شخصين، ولكن ليس بقصد قتلهما، ولو أردت قتلهما، لكنت صوبت إلى رأسيهما، لقد كانا قريبين مني جدًا، ولكني أطلقت النار عمدًا على مؤخرتهما”.
أما المتهم الثاني، وهو جزائري يبلغ من العمر 29 عامًا، فقد وُجهت إليه تهمة مرافقة مطلق النار إلى مكان الجريمة وهو يحمل “سكين ماشيتي” لا يقل طولها عن 40 سنتيمترًا، واستخدمها لطعن رجل ثالث في منطقة الورك، وقد اعترف بدوره بأنه أراد “مجرد التهديد”، مضيفًا: “لم أكن أريد سوى إخافة الضحية، ولكني كنت على علم بأنني قد أتسبب له بأذى”.
غير أن هيئة المحلفين، المؤلفة من ثمانية أشخاص، أعلنت براءة المتهمين بالإجماع من تهمة محاولة القتل، بينما أدين المتهم الأصغر بجرائم الإيذاء الجسيم المتعمد (absichtliche schwere Körperverletzung) والاتجار بالمخدرات، وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات، أما الجزائري فحُكم عليه بـخمس سنوات لنفس التهم.
خلفية الحادث وتفاصيله
وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة في الأماكن العامة وأمام بعض المقاهي تفاصيل الحادث، الذي وصفه الادعاء بأنه “عملية تصفية حسابات تمت في وضح النهار”.
ففي حوالي الساعة السادسة مساءً، توجه المتهمان إلى ساحة Yppenplatz، وكان أحدهما مسلحًا بمسدس والآخر بماشيتي. وعند رؤيته لثلاثة أشخاص يُعتقد أنهم مدينون له بالمال، أطلق الشاب الليبي النار على أحدهم، وأصابه في الأرداف والفخذ والساق. وحين حاول الآخران الهرب، أطلق رصاصة أخرى أصابت أحدهما في المؤخرة أيضًا. بينما هاجم المتهم الجزائري الشخص الثالث ووجّه ضربة بسيفه نحو الورك، مسببًا تمزقًا في بنطاله دون أن يحدث له إصابة جسدية.
وأكد الادعاء أن الضحايا كانوا معرضين لخطر الموت بسبب إطلاق النار نحو الجزء الأوسط من أجسامهم، وأنه “لم يحصل ما هو أسوأ إلا بمحض الصدفة والحظ”.
ظروف الاعتقال والتحقيق
أُلقي القبض على المتهم الليبي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 بعد حملة تفتيش على مستوى أوروبا، وذلك بعد أن تم التعرف عليه من خلال صوره في تسجيلات المراقبة، حيث كان له سجل جنائي سابق في قضايا المخدرات. وعند اعتقاله، كان بصحبة المتهم الجزائري الذي تم التعرف عليه لاحقًا باعتباره المتهم الثاني، والذي لا يملك أي سوابق جنائية.
وعثرت الشرطة في مكان الجريمة على حقيبة ظهر تحتوي على أكياس من الماريجوانا المعدّة للبيع. وأفادت لائحة الاتهام أن المتهم الأصغر قام ببيع كيلوغرام واحد من القنب، بينما اتُهم الثاني ببيع 800 غرام، لكن المدعي العام أكد أن هذه الكميات تمثل فقط “قمة جبل الجليد”، وأن نشاطهما الإجرامي كان أوسع من ذلك.
إفادات الضحايا والشهود
لم تُقدَّم شهادة الرجل الذي أُصيب بثلاث طلقات، إذ اختفى بعد مغادرته المستشفى، وكان قد صرّح للشرطة بأنه لا يعرف لماذا تم إطلاق النار عليه، وقال:
“كنت مصدومًا جدًا ولم أستوعب ما حدث”.
أما الشاب السوري، الذي لا يزال قيد الحبس الاحتياطي بتهمة الاتجار بالمخدرات، فقد حضر للشهادة وقال:
“لا أستطيع تذكر ما حدث. لقد مرّ عام كامل. لا أريد قول شيء خاطئ… أحدهم أطلق النار عليّ، ثم ركضت. لم أدرك الإصابة إلا لاحقًا”.



