اللاجئون يزدادون والدعم يتراجع: الأمم المتحدة تحذّر من “نزع الطفولة” بسبب الجوع

بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف يوم الجمعة، أطلقت منظمات غير حكومية تحذيرات بشأن “القصور الخطير في تمويل” المساعدات الدولية للاجئين، حيث أكدت منظمة CARE Österreich النمساوية، استنادًا إلى بيانات الأمم المتحدة، أن فقط 10% من التمويل المطلوب لدعم اللاجئين والنازحين حول العالم تم توفيره فعليًا. وفي الوقت نفسه، خفضت دول مانحة رئيسية مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة ميزانياتها المخصصة لهذه المساعدات بشكل واضح.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بحسب التقرير العالمي السنوي حول اللاجئين الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) الأسبوع الماضي في جنيف، فقد بلغ عدد اللاجئين والنازحين قسرًا حول العالم حتى نهاية أبريل الماضي 122 مليون شخص، مقارنة بـ120 مليونًا في العام السابق، أي بزيادة قدرها 1.6%.

لكن المفوضية أشارت إلى أن هذه الزيادة كانت ستفوق ذلك لولا عودة ملايين اللاجئين والنازحين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد، سواء من داخل البلاد أو من الخارج.

CARE: خفض التمويل يؤدي إلى عواقب وخيمة

مديرة منظمة CARE Österreich، أندريا بارشدورف-هاجر (Andrea Barschdorf-Hager)، حذّرت في بيان صحفي من أن “الضغوط السياسية والتحديات الاقتصادية” تدفع عددًا متزايدًا من الحكومات لتقليص مساهماتها في المساعدات الإنسانية، مما يترك “آثارًا كارثية”. وأضافت أن عدد النازحين مستمر في الارتفاع في حين تُضعف آليات الاستجابة الدولية.

وسلطت المنظمة الضوء على الوضع المأساوي في السودان، واصفةً إياه بأنه أحد أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث فر نحو 12 مليون شخص منذ اندلاع النزاع في عام 2023. ثلث هؤلاء اللاجئين لجأوا إلى دول مجاورة، حيث تفتقر المخيمات إلى المياه والغذاء والأدوية، بحسب المنظمة.

نقص الحماية للنساء والأطفال

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعاني جهود الحماية من نقص حاد في التمويل، خصوصًا فيما يتعلق بالنساء والأطفال الذين يواجهون مخاطر عالية من العنف والاستغلال. وأشارت المنظمات إلى أن الصراعات المسلحة، والتوترات العرقية، والجوع المزمن قد أجبرت ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم لعقود.

World Vision: الطفولة تُنتزع بسبب الجوع

من جانبها، أصدرت منظمة World Vision International تقريرًا وصف حالة اللاجئين بـ”اليائسة”، كاشفة أن نقص التمويل دفع إلى تقليص الحصص الغذائية، مما تسبب في معاناة الكثيرين من الجوع. وأكدت أن الوضع مأساوي بشكل خاص للأطفال.

وفي هذا السياق، قالت أماندا ريفز (Amanda Rives)، مديرة الطوارئ بالمنظمة:

“نحن لا نشهد فقط أزمة جوع، بل نشهد تفكيكًا منهجيًا للطفولة.
نرى الأطفال يُدفعون إلى العمل الخطير والزواج المبكر والاستغلال لمجرد أنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام. الطفل الجائع لا يمكنه التعلم، ومن يضطر للعمل لإعالة أسرته لا يمكنه أن ينمو. الطفلة التي تُزوّج في سن الثالثة عشرة تُسرق منها حياتها قبل أن تبدأ.”

تغيّر المناخ يزيد النزوح في مناطق هشّة

وفي دراسة حديثة نشرتها جامعة هامبورغ بالتعاون مع الجمعية الألمانية للبحوث البيئية والتنموية بتكليف من منظمة Greenpeace، تبين أن الاحتباس الحراري يسهم بشكل متزايد في تفاقم النزوح الجماعي حول العالم، لا سيما في مناطق تعاني من هشاشة مؤسساتية أو تفاوتات اجتماعية كبيرة.

وذكرت الدراسة أن تأثيرات المناخ مثل الفيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، وشح المياه تؤدي إلى زيادة الجوع والعنف والنزوح الداخلي، وخلق صراعات على الموارد، واعتبرت أن أزمة المناخ باتت ذات أبعاد أمنية متزايدة في هذه المناطق، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء، وجنوب آسيا وجنوب شرقها.

UNHCR: العودة إلى ميزانية عقد مضى رغم تضاعف الأعداد

أما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، فقد أعلنت أنها اضطرت إلى اتخاذ إجراءات تقشف صارمة بسبب العجز الحاد في التمويل، حيث تم إلغاء نحو 3,500 وظيفة، بما في ذلك 50% من الوظائف العليا في المقر الرئيسي بجنيف والمكاتب الإقليمية، إضافة إلى مئات الوظائف المؤقتة.

وذكرت المفوضية أنه بحلول نهاية عام 2024، ستكون مواردها المالية مكافئة تقريبًا لما كانت عليه قبل عشر سنوات، في وقت تضاعف فيه عدد اللاجئين تقريبًا ليصل إلى 122 مليون شخص.

وأكدت أن بعض البرامج الأساسية، خاصة في مجالي الصحة والتعليم، باتت معرضة للتقليص أو الإلغاء، رغم أن تلك القطاعات تشترك فيها منظمات أممية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى