المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين (ECRE): سوريا غير آمنة حالياً ويجب استئناف منح اللجوء وطلبات لم الشمل
فيينا – INFOGRAT:
نشر المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين (ECRE) مذكرة سياسية تسلط الضوء على دور الاتحاد الأوروبي في دعم المرحلة الانتقالية في سوريا مع الحفاظ على الحماية الدولية للاجئين السوريين في أوروبا، وتدعو المذكرة إلى تنسيق أوروبي مشترك وتوجيه واضح بشأن معاملة اللاجئين السوريين، كما تستعرض المعايير الدولية والأوروبية ذات الصلة بتأجيل طلبات اللجوء ومراجعة أو إنهاء الحماية.
وتقترح المذكرة أيضًا الاستفادة من أفضل الممارسات التي تم تطبيقها خلال استجابة الاتحاد الأوروبي لأزمة النزوح من أوكرانيا، بما في ذلك السماح بالزيارات المؤقتة لسوريا دون فقدان وضع الحماية، ما يسهم في الحفاظ على الروابط الأسرية والممتلكات، ويزيد من فرص العودة الطوعية المُدارة بشكل جيد.
المرحلة الانتقالية في سوريا ودور الاتحاد الأوروبي
أثار سقوط نظام بشار الأسد ارتياحًا واسعًا بين ملايين السوريين الذين عانوا من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والحرب. وبالنسبة للاجئين الذين فروا إلى الخارج، قد يرغب الكثيرون في العودة، لكن هذه المرحلة السياسية الدقيقة تتطلب دعمًا خارجيًا، خاصة من الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية.
أكد الاتحاد الأوروبي استعداده للمشاركة في دعم سوريا، بشرط تحقيق شروط مثل الشمولية والمساءلة، ومن الضروري أن يقود جهاز العمل الخارجي الأوروبي التابع للاتحاد، بالتنسيق مع المديرية العامة للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية، الاستجابة الأوروبية لهذه التطورات. ومع ذلك، فإن أي تصريحات متسرعة بشأن عودة اللاجئين قد تثير القلق وتعرقل استراتيجيات الاتحاد لدعم انتقال مستدام وطويل الأمد في سوريا.
التعامل مع طلبات اللجوء ومراجعة وضع الحماية
توضح المذكرة أنه رغم إمكانية تأجيل فحص طلبات اللجوء كما تفعل معظم الدول الأوروبية حاليًا، لا يمكن أن يستمر ذلك إلى أجل غير مسمى. لا تزال الأوضاع في سوريا غير مستقرة وغير مؤكدة، وينبغي على دول الاتحاد الأوروبي استئناف معالجة الطلبات في أقرب وقت ممكن لضمان عدم إبقاء اللاجئين في حالة “تعليق دائم”.
وفي ظل هذه الظروف، توصي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) بتعليق القرارات السلبية بشأن اللجوء، وهي ممارسة تم تطبيقها بنجاح في حالات سابقة في أوروبا. كما أن توجيهًا واضحًا من المفوضية الأوروبية حول كيفية تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي وضمان نهج موحد عبر الدول الأعضاء سيكون ضروريًا لتحقيق استجابة منسقة وفعالة.
إطار أوروبي مشترك للسفر المؤقت إلى سوريا
توصي المذكرة أيضًا بوضع إطار مشترك على مستوى الاتحاد الأوروبي يسمح للاجئين السوريين الحاصلين على الحماية الدولية بزيارة سوريا مؤقتًا دون أن يؤدي ذلك إلى فقدان وضعهم القانوني، وقد طلبت عدة دول أعضاء في الاتحاد مثل هذا الإطار، حيث أثبتت التجربة أن السماح بالزيارات القصيرة يعزز الحفاظ على الروابط الأسرية والممتلكات، مما قد يسهم لاحقًا في تسهيل العودة الطوعية المنظمة.
إنهاء الحماية الدولية: القوانين والمعايير
تُذكّر المذكرة بأن القانون الأوروبي والدولي يفرضان شروطًا صارمة لإنهاء وضع الحماية الدولية، ووفقًا للمعايير القانونية، فإن إنهاء الحماية لا يمكن أن يتم إلا إذا كانت التغييرات في الظروف جوهرية ودائمة ومستقرة. وبالنظر إلى أن الوضع في سوريا لا يستوفي هذه المعايير، فإن أي نقاش حول إنهاء الحماية يعتبر سابقًا لأوانه وقد يثير قلق السوريين في أوروبا.
وفي حالة مراجعة وضع الحماية في المستقبل، تقترح المذكرة أن تشمل عمليات المراجعة تلقائيًا تقييمًا لمدى انطباق أنواع حماية أخرى، بدلاً من مطالبة اللاجئين بتقديم طلبات جديدة، فعلى سبيل المثال، حتى لو لم تعد أسباب منح وضع اللاجئ قائمة، قد يكون وضع الحماية الفرعية أو الحماية الوطنية خيارًا بديلًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن منح تصاريح إقامة لأسباب أخرى مثل العمل أو الدراسة.
تشجيع العودة الطوعية دون إجبار
تؤكد المذكرة أن دول الاتحاد الأوروبي يجب أن توفر دعمًا للعودة الطوعية للسوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم، وذلك من خلال برامج المساعدة الفردية للعودة الطوعية. ومع ذلك، تحذر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) من عمليات إعادة جماعية واسعة النطاق، نظرًا للمخاطر المستمرة التي يواجهها العائدون إلى سوريا.
خلاصة
تشدد المذكرة على أن دور الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون متوازنًا بين دعم الانتقال في سوريا وحماية حقوق اللاجئين. ويجب أن تستند السياسات الأوروبية إلى معايير قانونية واضحة ونهج موحد، دون اتخاذ قرارات متسرعة قد تعرض اللاجئين للخطر أو تتسبب في زعزعة استقرار الوضع في سوريا وأوروبا على حد سواء.
المركز الأوروبي للاجئين والمنفيين (ECRE) هو منظمة غير حكومية مقرها في بروكسل، تم تأسيسها في عام 1974. تهدف ECRE إلى الدفاع عن حقوق اللاجئين والمهاجرين وحمايتها على مستوى أوروبا، وتعمل على تحسين سياسات اللجوء والهجرة في الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.
يضم المركز شبكة واسعة من المنظمات غير الحكومية الوطنية والإقليمية التي تعمل على تقديم الدعم والحماية للاجئين والمنفيين.



