المستشار النمساوي: الشعب الفلسطيني المدني لا يجب أن يدفع ثمن إرهاب حماس في غزة
فيينا – INFOGRAT:
انتقد المستشار النمساوي كريستيان شتوكر، مساء السبت 26 يوليو 2025، مؤسسات الاتحاد الأوروبي معتبرًا أن مقترحاتها بشأن الميزانية “بعيدة جدًا عن الحل”، وذلك خلال لقائه مع نظيره الألماني فريدريش ميرتس في مدينة سالزبورغ، حيث ناقشا ملفات الهجرة، والأمن، والوضع الإنساني في غزة، والحرب في أوكرانيا، إضافة إلى التعاون الاقتصادي وقضية نفق برينر، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
التقى المستشار النمساوي كريستيان شتوكر (ÖVP) بنظيره الألماني فريدريش ميرتس (CDU) في مدينة سالزبورغ بعد ظهر السبت في جلسة مغلقة بين الزعيمين، هي الثالثة من نوعها هذا العام. ويأتي هذا اللقاء بعد أسابيع قليلة من زيارة شتوكر إلى برلين، في إشارة إلى قوة العلاقة السياسية والشخصية بين البلدين، اللذين يرتبطان أيضًا بعلاقات اقتصادية وثقافية وثيقة.
تركزت المحادثات على التحديات الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها مكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز قدرة أوروبا التنافسية، إلى جانب قضايا جيوسياسية منها الوضع الإنساني في غزة وحرب روسيا على أوكرانيا.
وقال شتوكر: “ألمانيا هي الشريك الاقتصادي الأهم للنمسا، والحليف الأقرب في كثير من القضايا الجوهرية”، مؤكدًا أن هذه التحديات “تتجاوز الحدود الوطنية ولا يمكن مواجهتها إلا بتعاون وثيق مع الشركاء”.
وأضاف أن ميثاق اللجوء والهجرة الأوروبي الذي تم الاتفاق عليه يمثل “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”، مشددًا على “وحدة الموقف” مع ألمانيا في هذا الملف.
وفي الشأن الدولي، أكد الزعيمان ضرورة توحيد الموقف الأوروبي تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال شتوكر: “يجب أن نظل موحدين في الاتحاد الأوروبي، وألّا نسمح للانقسامات، وأن نزيد الضغط مع شركائنا العالميين. كلنا نريد نهاية لهذه الحرب، وقبل كل شيء، يستحقها شعب أوكرانيا”.
وبخصوص الوضع في غزة، دعا شتوكر إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددًا على أن “حماس، بصفتها تنظيمًا إرهابيًا، يجب أن تطلق سراح الرهائن فورًا، وألا يكون لها أي دور مستقبلي أو تشكل تهديدًا لإسرائيل”. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن “الوضع الإنساني في غزة لا يُحتمل، والشعب الفلسطيني المدني لا يجب أن يدفع ثمن إرهاب حماس”. وطالب إسرائيل بـ”السماح بالمزيد من المساعدات الإنسانية”، وهو ما شدد عليه أيضًا المستشار الألماني.
الميزانية الأوروبية كانت نقطة خلاف، إذ عبّر شتوكر عن رفضه لمشروع الإطار المالي متعدد السنوات الذي قدمته المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي، واصفًا إياه بأنه “بعيد جدًا عن الحل المقبول”، وأضاف: “لا يمكن أن نشد الأحزمة على المستوى الوطني بينما نناقش في بروكسل أضخم ميزانية في تاريخ الاتحاد بقيمة تقارب 2000 مليار يورو”. وأكد أن “التقشف يجب أن ينعكس على مستوى الاتحاد الأوروبي أيضًا، ليس بإنفاق أقل، بل بإنفاق أفضل”.
وأضاف: “الأمر لا يعني تقليص دور أوروبا، بل أن نكون أكثر كفاءة في استخدام كل يورو. فنحن مسؤولون أمام دافعي الضرائب الذين يمولون هذه الميزانيات”.
قضية نفق برينر وازدحام الشاحنات عبر الحدود كانت أيضًا ضمن جدول الأعمال. دعا شتوكر ألمانيا لدعم التشغيل السريع لنفق Brenner-Basistunnel، وتحقيق تحول في حركة نقل البضائع نحو السكك الحديدية، مشيرًا إلى “العبء الكبير على سكان وبيئة تيرول”. وشدد على أن الحل “يجب أن يكون سياسيًا، فالدعاوى القضائية لن توسع المعبر، ولن تقلل عدد الشاحنات، ولن تنقلها إلى السكك”.
وفي ختام الزيارة، حضر الزعيمان برفقة زوجتيهما عرض مسرحية “Jedermann” ضمن فعاليات مهرجان Salzburger Festspiele.



