المستشار النمساوي يعد بإجراءات لخفض أسعار الطاقة وفرض فترة انتظار ثلاث سنوات للحصول على المساعدات الاجتماعية

فييناINFOGRAT:

أعلن المستشار الاتحادي ورئيس حزب الشعب النمساوي (ÖVP) Christian Stocker مساء الاثنين خلال مقابلة في برنامج “Sommergespräch” على قناة ORF عن حزمة إنعاش اقتصادي بقيمة مليار يورو، سيتم إقرارها نهائيًا يوم الثلاثاء خلال خلوة الحكومة. وأكد Stocker أن الحزمة ستتضمن أيضًا إجراءات لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، كما دعا الأطراف كافة للمساهمة في مفاوضات الأجور المقبلة، موجّهًا انتقادات حادة إلى حزب الحرية النمساوي (FPÖ).

تفاصيل الحزمة الاقتصادية

قال Stocker إن الهدف هو تحقيق نسبة نمو اقتصادي تبلغ واحد في المئة من خلال توفير حوافز استثمارية. وأوضح أن الحكومة تعتزم رفع نسبة الخصم الاستثماري (Investitionsfreibetrag) من 10 إلى 20 في المئة.

كما أعلن أن الشركات ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة ستحصل هذا العام وفي العام المقبل على دعم بقيمة 75 مليون يورو سنويًا لتعزيز قدرتها التنافسية عالميًا. وستتضمن الإجراءات أيضًا تخفيفات ضريبية على استهلاك الطاقة، إضافة إلى دعم لتوسيع شبكة الإنترنت عريض النطاق.

وأوضح أن تمويل هذه الحزمة سيتم من خلال إعادة توزيع الموارد وإلغاء بعض أشكال الدعم التي لم تُستخدم للغرض المخصص لها، مشيرًا إلى أن حجم الدعم القائم يبلغ ثمانية مليارات يورو، منها مليار سيتم توجيهها لدعم النمو الاقتصادي.

خفض أسعار الطاقة

شدد Stocker على أن معالجة ارتفاع أسعار الطاقة أولوية، وأعلن عن إنشاء صندوق للمواقع الصناعية (Standortfonds) لجذب رؤوس الأموال الخاصة من أجل توسيع الشبكات. وأشار إلى وجود 114 شركة لإدارة الشبكات في النمسا، منها 80 مملوكة للقطاع العام، داعيًا إلى “إعادة هيكلة واسعة” لتقليص النفقات التشغيلية.

ولإقناع الولايات التي ستتأثر بفقدان أرباح شركاتها، وعد Stocker بأن تعوض هذه الخسائر من خلال زيادة الإيرادات الضريبية الناتجة عن النمو الاقتصادي.

أسعار المواد الغذائية و”Österreicher-Aufschlag”

انتقد Stocker ما يُعرف بـ”Österreicher-Aufschlag”، أي القيود المفروضة على الإمدادات للدول الصغيرة والتي ترفع الأسعار بنحو 8 في المئة، مؤكدًا أنه سيعمل على المستوى الأوروبي لحظر هذه الممارسة. وأوضح أنه إلى جانب الجهود الأوروبية، تتم دراسة إجراءات وطنية للحد من غلاء الأسعار.

كما لفت إلى أن الرسوم الاتحادية سترتفع العام المقبل بنسبة لا تتجاوز 2 في المئة، في حين ستُرفع الإيجارات الخاضعة للتنظيم بنسبة 1 في المئة فقط.

الأجور والمعاشات

دعا Stocker إلى “قدر من ضبط النفس” في مفاوضات الأجور المقبلة، معتبراً أن خفض نسبة تعديل المعاشات دون المعدل القانوني البالغ 2.7 في المئة سيكون إشارة إيجابية. واقترح نسبة مستهدفة تبلغ 2 في المئة، معتبرًا أن أي نسبة أقل من 2.7 في المئة ستُسهم في تخفيف الأعباء. وأكد وجود استعداد للحوار في القطاع العام للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن بالتعاون مع النقابات.

الهجرة واللجوء

أبدى Stocker تشددًا في ملف الهجرة واللجوء، منتقدًا الأطر القانونية الحالية التي تعيق ترحيل الأفراد الذين لا يملكون حق إقامة وارتكبوا جرائم. ودعا إلى “تفسير أصيل” للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مؤكدًا ضرورة التوصل إلى تعريف سياسي لمفهوم “الدول الثالثة الآمنة”.

كما شدد على أن الحل يجب أن يكون أوروبيًا، بما في ذلك تنفيذ حزمة الهجرة الأوروبية (EU-Migrationspakt) التي ما زالت متعثرة، سواء في ما يتعلق بمراكز اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي أو الاتفاقات مع دول ثالثة.

إصلاح نظام المساعدات الاجتماعية

أعلن Stocker عن عقد اجتماع وزاري في سبتمبر لبحث إصلاح وتوحيد نظام المساعدات الاجتماعية على مستوى البلاد. وأكد أنه يستهدف تطبيق القواعد الأكثر تشددًا المعمول بها في بعض الولايات، بما في ذلك تقييد الزيادات الممنوحة للأطفال. كما دعا إلى فرض فترة انتظار مدتها ثلاث سنوات قبل الحصول على كامل المزايا الاجتماعية، معتبرًا أن “من لم يسهم بأي شيء لا يمكن أن يحصل على كل شيء”.

انتقادات متكررة لحزب الحرية (FPÖ)

وجّه Stocker انتقادات متكررة إلى حزب الحرية (FPÖ)، متهمًا إياه بتضليل المواطنين والتلاعب بالمشاعر عبر نشر مزاعم غير صحيحة. كما وصف تقارب الحزب مع روسيا بأنه “انحياز إلى نظام استبدادي وديكتاتوري”.

وأضاف أن رئيس الحزب Herbert Kickl أهدر فرصة أن يصبح مستشارًا اتحاديًا، مشيرًا إلى أن FPÖ “قضى صيفًا ممتعًا” في حين انشغلت حكومته بالعمل.

الائتلاف الحكومي والحزب

أشاد Stocker بعمل الائتلاف الثلاثي الحالي المكوّن من ÖVP وSPÖ وNEOS، معتبرًا أنه أفضل مما توقعه كثيرون. وعن أوضاع حزبه، أقر بأن حزب الشعب واجه فترة صعبة مليئة بالاتهامات، لكنها انتهت غالبًا بإغلاق القضايا أو بالبراءة، مع الاعتراف بأن بعض الملفات لا تزال مفتوحة.

وعن مستقبل المستشار السابق Sebastian Kurz، قال Stocker إن الأخير يرى مستقبله في القطاع الاقتصادي، مؤكدًا أن لديه علاقة ممتازة معه، ولا يرى أي إشكال في ظهوره الإعلامي المتكرر.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى