المستشار النمساوي يعلن عن الإجراءات الحكومية لمعالجة قضايا اللجوء ومعالجة إساءة استخدام النظام
فيينا – INFOGRAT:
قدم المستشار الفيدرالي كريستيان ستوكر اليوم الجمعة، في مقر المستشارية خطط الحكومة المتعلقة باللجوء، الموقع الاقتصادي وتخفيف الأعباء المالية، وعبر عن رغبته في الوصول إلى 1.4 مليون ناخب لحزب الحرية (FPÖ) في هذه الفترة. وقد أكد ستوكر أنه يسعى لأن تكون حكومته حكومة لجميع المواطنين في النمسا، خاصةً في ظل الظروف الحالية التي تتطلب اتخاذ قرارات هامة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قال كريستيان ستوكر: “نحن لدينا إرادة قوية في تشكيل المستقبل”، مشيرًا إلى أن الحكومة كانت نشطة جدًا في الأيام الأولى من توليها مهامها. وأكد أن “الناس يتوقعون اتخاذ قرارات وتنفيذ التدابير اللازمة”، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على اتخاذ قرارات ملموسة وفورية. وأضاف أنه تم اتخاذ عدة إجراءات رئيسية بالفعل، منها فرض حد أقصى لأسعار الإيجارات، وتعليق لم شمل الأسر للمهاجرين الذين وصلوا إلى النمسا مؤخرًا. كما تم تقديم حزمة من التدابير الاقتصادية تهدف إلى تخفيف العبء على الشركات الصغيرة والمتوسطة، من أجل دعم الاقتصاد في هذا الوقت الصعب.
وأوضح ستوكر أن الحكومة بصدد العمل على تدابير اقتصادية إضافية، حيث من المتوقع أن يتم تناول الوضع الاقتصادي بشكل أكبر في اجتماع حكومي مقرر في الأسبوع المقبل. سيتم خلاله الاستماع إلى مقترحات خبراء من معهد البحوث الاقتصادية (Wifo) ومعهد الدراسات العليا (IHS)، بهدف تحديد المزيد من الإجراءات اللازمة لدعم الاقتصاد. كما أشار إلى أن الحكومة تعتزم توفير تسهيلات جديدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تقليل البيروقراطية، وهو أمر مهم لتخفيف الضغوط على الشركات التي قد تعاني من الأعباء الإدارية الثقيلة.
ميزانية الحكومة: خفض الإنفاق وتحقيق الأمان
تحدث ستوكر عن الميزانية المقبلة، حيث أشار إلى أن النمسا قد تحتاج إلى توفير حوالي 6.4 مليار يورو في عام 2025. وأكد أنه في ضوء هذا الوضع المالي، سيتم اتخاذ بعض القرارات التي تتضمن خفض الإنفاق في بعض القطاعات، ولكن دون المساس بالأمن الوطني. كما أكد أنه لا توجد نية لفرض ضرائب جديدة على الثروات في هذه الفترة، موضحًا أن الحكومة ستركز على تحسين الوضع الاقتصادي دون التأثير على المواطنين بشكل كبير.
وأضاف ستوكر أن الحكومة ستعتمد على إجراء تخفيضات في الميزانية عبر برامج تقشفية، بما في ذلك قيود على بعض النفقات، مثل تقليص ساعات العمل الإضافية لبعض المؤسسات، مثل الشرطة، وذلك لتوفير موارد أكبر للأمن. ولكن في الوقت نفسه، أكد أنه لن يتم المساس بالأمن، وأن الحكومة ستخصص الميزانية اللازمة للحفاظ على استقرار البلاد.
إجراءات قانون اللجوء: الحزم مع إساءة الاستخدام
حول موضوع اللجوء، أشار كريستيان ستوكر إلى أن هذا الموضوع يمثل أحد القضايا الأكثر إلحاحًا بالنسبة للنمساويين. وقال: “الناس يرون هذا الموضوع كأحد القضايا الأساسية، وحان الوقت لاتخاذ تدابير ضرورية”. وأكد أن الحكومة ستتعامل بحزم مع من يسيء استخدام حق اللجوء لتحقيق مصالح شخصية. وأوضح ستوكر أنه على الرغم من أن الحكومة لا تشكك في حق الأفراد الذين يحتاجون إلى الحماية من الاضطهاد، إلا أن الحكومة لن تسمح بأن يتم استغلال هذا الحق من قبل الأشخاص الذين يسعون فقط للحصول على مزايا اقتصادية.
وأضاف ستوكر: “من يحتاجون إلى حماية سيحصلون عليها، أما أولئك الذين يسيئون استخدام اللجوء، فسوف نرد عليهم بالطريقة المناسبة”.
التوجهات المستقبلية: رسالة إلى ناخبي حزب الحرية
في نهاية المؤتمر، وجه ستوكر رسالة إلى ناخبي حزب الحرية، الذين بلغ عددهم 1.4 مليون ناخب، حيث قال: “أريد أن أضمن أن ناخبي حزب الحرية سيكونون جزءًا من مستقبل جيد” وأشار إلى أن هيربرت كيكِل، زعيم حزب الحرية، كان لديه فرصة ليصبح مستشارًا، لكنه لم يستغلها، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذه الفرصة لم تذهب بلا عودة، وأن السنوات الخمس المقبلة قد تكون سنوات جيدة لجميع المواطنين في النمسا.
كما أكد ستوكر أنه يسعى لأن يكون مستشارًا لجميع النمساويين، ويأخذ بعين الاعتبار آراء جميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم السياسي، خاصة في مجالات مثل الأمان، وتوفير الحياة المعيشية المناسبة، وتعزيز الموقع الاقتصادي للبلاد. وأكد على أهمية الحوار مع حزب الحرية في الفترة القادمة، حيث أكد أنه يرغب في بناء أساس من التعاون لتشريع القوانين المهمة التي تتطلب موافقة غالبية الحكومة.



