الموظ “Emil” يصل إلى مشارف فيينا في رحلة نادرة من الشمال المتجمد

فييناINFOGRAT:

أثار ظهور الموظ “Emil” الشاب على مشارف العاصمة النمساوية فيينا حالة من الدهشة، بعدما قَدِم من الشمال مروراً بـ Weinviertel ووصل حتى حدود المدينة، في ظاهرة نادرة توصف بأنها “اختبار إلك للنمسا”. المشهد جذب اهتماماً واسعاً، خاصة أن مثل هذه الرحلات البرية في ألمانيا كثيراً ما انتهت بحوادث مأساوية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

مسار “Emil” نحو فيينا

شوهد الحيوان للمرة الأولى قبل نحو أسبوع في Weinviertel، ثم واصل طريقه جنوباً باتجاه العاصمة. خلال عطلة نهاية الأسبوع مرّ عبر Korneuburg وLangenzersdorf، بل حاول الصعود إلى A22 قبل أن تمنعه الشرطة. كما أظهر مقطع فيديو تداوله الإعلام “Emil” وهو يسبح في أحد فروع نهر الدانوب، حيث يُعرف الإلك بقدرته على السباحة لمسافات طويلة.

رحلة طويلة من بولندا؟

وفقاً للخبير Klaus Hackländer، رئيس معهد علم الأحياء البرية وإدارة الصيد بجامعة الموارد الطبيعية في فيينا (BOKU)، يقوم ذكور الإلك الشباب عادة برحلات طويلة بحثاً عن أنثى أو موطن جديد. ويُرجح أن “Emil” أتى من بولندا، حيث ارتفع عدد الإلك بعد حظر الصيد هناك إلى أكثر من 30.000، ما زاد من حدة التنافس بين الذكور ودفع بعضها إلى الهجرة.

تحديات البقاء في النمسا

خبيرة الحياة البرية Claudia Bieber من جامعة الطب البيطري في فيينا (Vetmeduni) أوضحت أن الموظ يجد في النمسا غذاءً مناسباً، لكنه قد يعاني من الحرارة المرتفعة، إذ أن درجة الحرارة المثالية له تبلغ 14 مئوية فقط. وأضافت أن وجود البشر يشكل أيضاً تحدياً كبيراً أمام استقراره في هذه البيئة.

مخاطر على الطرقات

حذرت Bieber من الخطر المروري الذي قد يسببه “Emil”، فالموظ على عكس الغزلان لا يهرب عند مواجهة السيارات، بل قد يبقى واقفاً على الطريق. وفي السويد، حيث تقع آلاف الحوادث سنوياً مع هذه الحيوانات، تُعد الاصطدامات مع موظ يزن حتى 500 كيلوغرام خطيرة للغاية على السائق والحيوان معاً.

سياق تاريخي وطبيعي

تشير دراسات إلى أن النمسا كانت موطناً طبيعياً للإلك في عصور سابقة، إذ عُثر على عظامه في هضبة Dachstein تعود إلى 2.500 عام. إلا أن التغير المناخي اليوم يدفع هذه الحيوانات أكثر نحو الشمال، ما يقلل من احتمالات استقرارها في مناطق مثل النمسا.

“اختبار إلك” في المعنى المجازي

مصطلح “Elchtest” (اختبار الإلك) وُلد أصلاً في السويد، حيث أجريت منذ سبعينيات القرن الماضي اختبارات لسيارات Volvo وSaab على قدرتها على تفادي عوائق مفاجئة. واكتسب المصطلح شهرة أوروبية بعدما انقلبت سيارة Mercedes-Benz A-Klasse في اختبار مماثل.

أمل بنهاية سلمية

رغم المخاطر المحتملة، يلقى “Emil” تعاطفاً واسعاً في النمسا، بخلاف ما حدث مع “الذئب المسبب للمشاكل” أو “الدب المسبب للمشاكل”. ويأمل الخبراء أن يعود الشاب إلى بيئة طبيعية أكثر ملاءمة، بعيداً عن صخب المدن والطرقات.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى