النمسا تؤكد وقوفها إلى جانب أوكرانيا في أول زيارة رسمية لزلنسكي منذ الغزو الروسي
فيينا – INFOGRAT:
أكد الرئيس النمساوي Alexander Van der Bellen، في مؤتمر صحافي مشترك عُقد يوم الإثنين في فيينا، استمرار دعم بلاده لأوكرانيا، وذلك خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس الأوكراني Volodymyr Selenskyj، هي الأولى له إلى النمسا منذ بداية الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022. وقال Van der Bellen بوضوح: «النمسا تقف إلى جانب أوكرانيا»، مشدداً في الوقت ذاته على أن روسيا هي المعتدية في هذا الصراع الذي دخل عامه الرابع.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بدأ الرئيس الأوكراني تصريحاته بتقديم تعازيه إثر حادث إطلاق النار العشوائي في مدينة Graz، ثم أعرب عن امتنانه لجهود النمسا في دعم أوكرانيا، مشيراً إلى مبادرات إعادة الإعمار الجارية، والتعاون الثنائي في هذا الإطار، بالإضافة إلى المساعي النمساوية لإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم اختطافهم إلى روسيا.
وأوضح Selenskyj: «تحدثنا عن إمكانية أن تلعب النمسا دور الوسيط في هذه القضية، بهدف إعادة الأطفال»، مضيفاً رفضه لأي صيغة تبادل مع روسيا في هذا الشأن: «لا يمكننا مقايضة الأطفال، فهم ليسوا سلعة».
سلسلة من الاتفاقيات
وأُعلن في مستهل المؤتمر الصحافي عن توقيع بيان مشترك بين وزارتي الخارجية في البلدين بشأن إعادة الأطفال الأوكرانيين من روسيا، إضافة إلى مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون السياسي، لا سيما في مجال إعادة الإعمار. كما تم التوصل إلى اتفاقيات أخرى خلال الزيارة، شملت التعاون الزراعي، ودعم التعاون الإقليمي، وإقامة شراكة بين ولاية Oberösterreich النمساوية ومنطقة Odessa الأوكرانية. وقد تلت ذلك اتفاقات إضافية على مستوى وزارتي الاقتصاد والبنية التحتية.
مطالب بتسليم مواطنين أوكرانيين
طالب Selenskyj النمسا بدعم جهود أوكرانيا في تسليم بعض مواطنيها الموجودين حالياً في الأراضي النمساوية، والذين يرفضون أداء واجباتهم الوطنية، قائلاً: «إنهم يختبئون هنا هرباً من المسؤولية، وهذا تصرف غير مسؤول، خاصة في زمن الحرب. نأمل أن تساعدنا النمسا وتدعمنا في هذا الشأن».
دعم واضح من Van der Bellen
وجدد Van der Bellen موقف بلاده الواضح في دعم أوكرانيا، مؤكداً أن الشعب الأوكراني لا يريد أن يكون تابعاً لروسيا، بل يقاتل من أجل حريته، قائلاً: «إنهم يقاتلون من أجل أن يختاروا نظامهم القيمي بحرية. هذه المعركة لا تخص أوكرانيا فقط، بل تخص أوروبا كلها، ومن ضمنها نحن. نحن نقدر ذلك».
ووجّه Van der Bellen نداءً مباشراً إلى روسيا قائلاً: «أوقفوا هذه الحرب!» مشيراً إلى أن Selenskyj مستعد لتحقيق السلام، لكنه شدد على أن السلام لا يمكن أن يُفرض دون مشاركة أوكرانيا، مستذكراً الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022: «روسيا هي المعتدية»، مؤكداً أن النمسا دعمت منذ اليوم الأول جهود الاتحاد الأوروبي لوقف الحرب ووقفت إلى جانب أوكرانيا.
وعند سؤاله عن موقف النمسا الحيادي، وما إذا كانت الزيارة تنتهك قانون الحياد، أجاب Van der Bellen: «اقرأوا قانون الحياد لعام 1955، إنه قصير جداً».
دعوة لوقف إطلاق النار ومفاوضات نزيهة
في مستهل كلمته، قدّم Selenskyj تعازيه باسم جميع الأوكرانيين إثر حادثة Graz. ثم أشار إلى القصف الروسي المتواصل اليومي على الأراضي الأوكرانية، مؤكداً أن بلاده تعمل على إنهاء هذه الحرب بكل الوسائل الممكنة. وقال إن الخطوات الضرورية لذلك تتمثل في «وقف إطلاق النار، دبلوماسية صادقة، وضمانات أمنية دائمة»، وأضاف: «نحن لا نملك حالياً أياً من هذه العناصر».
ورداً على سؤال من أحد الصحفيين، أعاد Selenskyj التأكيد على شكوكه بشأن المقترحات الروسية حول حياد أوكرانيا، مشيراً إلى أن بلاده كانت دولة غير منضوية ضمن أي حلف في عام 2014، إلا أن ذلك انتهى بالحرب واحتلال شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا. وأضاف: «في ذلك الوقت، كنا في وضع شبه حيادي، ولم نكن نملك الحسم الكافي، ولا الجيش الكافي».
وأكد الرئيس الأوكراني: «نريد أن تنتهي هذه الحرب، ولكن ليس بموجب إنذار، ولا على حساب استقلال أوكرانيا».
دعوة لفرض مزيد من العقوبات على موسكو
وفي إشارة إلى قمة مجموعة السبع (G7) المرتقبة، دعا Selenskyj إلى زيادة الضغط على روسيا من خلال فرض مزيد من العقوبات، خصوصاً على مصادر الطاقة الروسية كالنّفط. وأعرب عن تفاؤله باستمرار الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيراً إلى أن «المحادثات مستمرة مع Trump بشأن المساعدات العسكرية والأسلحة التي نحن مستعدون لشرائها».
وأكد أهمية تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي: «يجب أن نعمل على ألا ينهار هذا التحالف. لا أحد يستطيع مواجهة اتحاد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. لذلك نحن مهتمون بوجود رابط قوي».
زيارة رسمية برفقة Olena Selenska
استُقبل Selenskyj في فترة ما بعد الظهر في فيينا بمراسم شرفية رسمية. وتعد هذه الزيارة الأولى له إلى النمسا منذ بداية الغزو الروسي. وقد رافقته زوجته Olena Selenska في هذه الزيارة الرسمية.
وعقب لقائه بالرئيس Van der Bellen، استقبله المستشار النمساوي Christian Stocker (من حزب ÖVP) في مقر المستشارية، حيث أكد أيضاً دعم بلاده المستمر لأوكرانيا، مشيراً إلى أن الجميع يرغب بإنهاء هذه الحرب، وبخاصة الشعب الأوكراني، وقال: «نحن ندعم كل المبادرات التي تؤدي إلى وقف إطلاق نار وسلام دائم وعادل».
وفي اجتماعه مع المسؤولين الحكوميين النمساويين، أكد Selenskyj أهمية أن تقوم الدول التي بإمكانها التأثير على الرئيس الروسي Wladimir Putin، بلعب دور الوسيط، وأضاف: «أنا سعيد جداً بأن النمسا ترسل إشارات إيجابية بشأن مهمة الوساطة، ونحن نؤيد ذلك»، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.



