النمسا تدعو إلى “سوق أوروبية موسعة” تشمل شركاء موثوقين خارج القارة
فيينا – INFOGRAT:
دعا وزير الاقتصاد النمساوي فولفجانج هاتمانسدورفر (Wolfgang Hatmannsdorfer)، يوم الجمعة، إلى إعادة صياغة مفهوم السوق الأوروبية الموحدة، وذلك من خلال توسيعها لتشمل شركاء تجاريين موثوقين من خارج القارة الأوروبية، في مسعى لتعزيز موقع أوروبا في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
جاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في اجتماع مجلس وزراء الاقتصاد بالاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث شدد على أن اللحظة الراهنة تفرض على أوروبا “التفكير على نحو أشمل” فيما يخص تكاملها الاقتصادي، قائلاً:
“لقد آن الأوان للتفكير في السوق الأوروبية بما يتجاوز حدود قارتنا، من خلال ربطها بشكل أوثق مع شركاء مثل كندا وكوريا الجنوبية واليابان”.
“السوق الموحدة +” كإطار جديد للتكامل الاقتصادي
وفي هذا السياق، أبدى الوزير دعمه لفكرة “السوق الموحدة +”، كمفهوم أكثر تطوراً ومرونة من اتفاقيات التجارة الحرة التقليدية، موضحاً أن هذا النموذج سيسمح بتعزيز الاندماج الاقتصادي من خلال إزالة الحواجز غير الجمركية، وتوسيع الاعتراف المتبادل بالمعايير الفنية والمهنية، بما يشمل المؤهلات والشهادات والتدريب المهني.
وأكد أن مثل هذا الإطار من التعاون سيوفر بنية اقتصادية قادرة على الاستجابة للتغيرات العالمية، وتخفيف الاعتماد الأحادي على أسواق معينة، عبر تنويع سلاسل التوريد والشراكات الاستراتيجية.
دعوة إلى تجاوز النموذج الأوروبي التقليدي
وأشار هاتمانسدورفر إلى أن النموذج الاقتصادي الأوروبي، رغم نجاحاته، لن يتمكن من الاستمرار بذات الفعالية إذا بقي منغلقاً داخل حدود القارة، مضيفاً أن المتغيرات العالمية تتطلب تبني أشكال جديدة من التعاون الاقتصادي العابر للقارات، بعيداً عن المفاهيم التقليدية للتبادل التجاري.
وختم الوزير بالتأكيد على أن مستقبل النمو في أوروبا يعتمد على شراكات ذكية واستباقية تعيد صياغة تموضع القارة في الاقتصاد العالمي، مع الحفاظ على المعايير الأوروبية العالية وتعزيز السيادة الاقتصادية.
وكالات



