النمسا ترفض استضافة “يوروفيجن 2026” في حال استبعاد إسرائيل.. وتُلوّح بمواجهة الانقسام الأوروبي المتصاعد
فيينا – INFOGRAT:
أعلنت النمسا، رسمياً، أنها سترفض استضافة مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن 2026” إذا ما تم اتخاذ قرار باستبعاد إسرائيل من الحدث الفني، في خطوة لافتة تُبرز عمق الانقسام الأوروبي المتصاعد حول مشاركة تل أبيب على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة، وقد صدر هذا الموقف الحازم من قبل مسؤولين في الحكومة النمساوية يوم الأربعاء، 8 أكتوبر 2025، ما يضع اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) أمام تحدٍ جديد وموقف تصادمي قبيل تصويت حاسم مرتقب لتحديد مصير مشاركة إسرائيل.
موقف فيينا الرسمي الحازم
أكد كل من كريستيان ستوكر، المستشار النمساوي، وألكسندر برول، الأمين العام لحزب الشعب النمساوي الحاكم، في تصريح مشترك، أن فيينا لن تستضيف المسابقة في حال تمت مقاطعة إسرائيل، وفق ما نقله موقع “يوروفيجن فون”. ويأتي هذا الموقف النمساوي الرسمي قبل تصويت مقرر في شهر نوفمبر المقبل داخل اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU)، الذي سيتولى مهمة تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستُمنح حق المشاركة في النسخة القادمة من المسابقة أم لا، ويُعد هذا القرار النمساوي ذا وزن خاص كون البلاد تُعد من بين الرعاة الخمسة الكبار للمسابقة، إلى جانب كل من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، والمملكة المتحدة، وهي الدول التي تساهم بالجزء الأكبر من التمويل المالي للحدث.
ضغوط أوروبية متزايدة وموقف النمسا المعاكس
تزايدت الدعوات الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة لتجميد مشاركة إسرائيل في “يوروفيجن” بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك. وقد أعلنت كل من إسبانيا، وهولندا، وآيسلندا، وأيرلندا، وسلوفينيا، بشكل صريح، أنها سترفض إرسال متسابقين يمثلونها إذا تم السماح لـإسرائيل بالمشاركة في المسابقة. وفي المقابل، يتماشى الموقف النمساوي مع موقف ألمانيا، حيث أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بلاده ستنسحب من المسابقة إذا مُنعت إسرائيل من المشاركة، قائلاً: “إسرائيل لها مكان هناك”.
يُشار إلى أن اتحاد الإذاعات الأوروبية أبلغ المندوبين الإسرائيليين، بشكل غير رسمي في شهر سبتمبر الماضي، بضرورة الانسحاب مؤقتاً أو المشاركة تحت علم محايد، على غرار ما حدث مع الرياضيين الروس في الأولمبياد، وفقاً لموقع Ynet الإسرائيلي. ورغم تصاعد الدعوات لاستبعاد إسرائيل في نسختي 2024 و2025 بسبب الحرب في غزة، أكد الاتحاد مراراً أن المسابقة ليست تنافساً بين الحكومات بل بين هيئات البث العامة، مشيراً إلى أن هيئة البث الإسرائيلية “كان” لم تنتهك أي قواعد تستدعي تعليق مشاركتها، علماً بأن إسرائيل تشارك في “يوروفيجن” منذ عام 1973.
تداعيات رفض الاستضافة والعواقب المحتملة
كان من المقرر أن تستضيف النمسا المسابقة المقبلة بعد فوز مشاركتها في نسخة العام الماضي بأغنية “الحب الضائع”. إلا أن رفض الاستضافة في هذا التوقيت، وفقاً للأعراف المتبعة في اتحاد الإذاعات الأوروبية، قد يترتب عليه فرض غرامة مالية تصل إلى 40 مليون يورو على هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية (ORF). وفي حال انسحاب النمسا أو عجزها عن استضافة المسابقة، فإن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تُعد الجهة البديلة الافتراضية لتنظيم الحدث.



