النمسا تسجل أول اختراق رئيسي في مشروع نفق برينر العملاق من استكمال 90% من أطول نفق سكك حديد في العالم
حققت آلة حفر الأنفاق “Ida” أول اختراق لإحدى أنابيب النفق الرئيسية في النمسا ضمن مشروع نفق الأساس في برينر (Brennerbasistunnel – BBT)، وذلك بعد 26 شهرًا من العمل المتواصل، حيث وصلت يوم الجمعة إلى بوابة الحفر الخاصة بالقطاع H41 Sillschlucht-Pfons في بلدية Navis، مسجلة إنجازًا تاريخيًا في المشروع العملاق، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
ويعد هذا الاختراق علامة بارزة في سير أعمال البناء، إذ يمثل قطاع H41 الذي تبلغ كلفته نحو 650 مليون يورو أحد أكبر مقاطع مشروع نفق برينر. وخلال مراسم حضرها نحو 100 شخص من عمال النفق، مسؤولي الشركات المشاركة وصحفيين مدعوين، أكد المدير العام لـBBT، Martin Gradnitzer، أن هذا النجاح يمثل “إنجازًا مركزيًا على الجانب النمساوي”، مشيرًا إلى أن عملية الحفر واجهت تحديات جيولوجية ولوجستية كبيرة نتيجة طبيعة الصخور المكونة من الشِّست والكوارتز.
الاختراق الذي نقل مباشرة عبر بث حي رافقته أجواء احتفالية وتصفيق حار وصيحات الفرح، إذ انطلقت المشاعر بقوة عند لحظة اختراق رأس الحفر للصخور، حيث تبادل المشاركون العناق. وتعتبر آلة الحفر “Ida” من أضخم معدات المشروع، إذ يبلغ طولها نحو 160 مترًا، ويصل وزنها إلى حوالي 2.500 طن، فيما يبلغ قطر رأس الحفر عشرة أمتار. وقد أطلق طلاب مدرسة ابتدائية في Navis هذا الاسم عليها عام 2023 تكريمًا لعجل صغير في مزرعة أحد التلاميذ.
ومن المقرر أن تنجز الآلة “Lilia”، التوأم التقني لـ”Ida”، الحفر في الأنبوب الشرقي لنفس القطاع بحلول خريف عام 2025. وتعمل كلتا الآلتين بشكل متواصل ليلًا ونهارًا بمتوسط حفر يومي يبلغ 15 مترًا، فيما يُستكمل الحفر في أجزاء أخرى من النفق عبر طرق تقليدية مثل التفجير. ويغطي العمل في هذا القطاع وحده 16,8 كيلومترًا باستخدام الآلات، إضافة إلى ثمانية كيلومترات بوسائل تقليدية، بمشاركة نحو 600 عامل من تسع جنسيات مختلفة.
بالتوازي مع الحفر الرئيسي، يتم شق نفق استكشافي يبلغ طوله 57 كيلومترًا على عمق يقارب 12 مترًا أسفل الأنفاق الرئيسية، ليستخدم لمراقبة الظروف الجيولوجية مستقبلًا ولتأدية دور نفق صيانة فريد عالميًا. ومن المقرر أن يخترق هذا النفق في 18 سبتمبر/أيلول 2025 الحدود النمساوية – الإيطالية تحت برينر لأول مرة.
ووفق بيانات ÖBB، اكتمل حتى نهاية أغسطس حفر نحو 200 كيلومتر من أصل 230 كيلومترًا، أي ما يعادل 90% من النفق. ومن المقرر أن يكتمل الحفر في عام 2026، على أن يتم افتتاح النفق رسميًا عام 2032 بعد الانتهاء من جميع الأعمال التقنية. سيمتد النفق على طول 64 كيلومترًا بين إنسبروك وFranzensfeste في جنوب تيرول، ليصبح أطول نفق سكة حديد تحت الأرض في العالم، ويمثل جزءًا رئيسيًا من ممر TEN-V العابر لأوروبا من إسكندنافيا إلى البحر المتوسط.



