النمسا تعزز حماية السفارات الأمريكية بعد القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية
فيينا – INFOGRAT:
شهدت النمسا تصعيدًا في إجراءات الحماية الأمنية عقب القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية، ورد طهران بإطلاق صواريخ باليستية على أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. جاء ذلك في ظل مخاوف غربية من تمدد الصراع إلى أوروبا، مما دفع الحكومة النمساوية إلى عقد اجتماع موسع لمجلس الأمن الطارئ برئاسة المستشار صباح يوم الأربعاء، يتبعه اجتماع لمجلس الأمن الوطني في البرلمان بعد الظهر.
وبحسب مصادر مطلعة لدى صحيفة DER STANDARD، فإن النمسا ستقوم بتشديد الحماية خصوصًا لسفارات الولايات المتحدة في فيينا، وذلك بناءً على توصيات الأجهزة الأمنية المحلية. وتضم الولايات المتحدة في فيينا ثلاث سفارات، هي سفارة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSZE)، والسفارة الثنائية، والسفارة متعددة الأطراف للمنظمات الدولية، إضافة إلى قنصلية.
النمسا ليست وحدها في هذا الإجراء، إذ اتخذت ألمانيا خطوات مماثلة لتعزيز حماية المواقع الأمريكية، حيث عقد مجلس الأمن الألماني اجتماعًا طارئًا الأحد الماضي. ورغم عدم وجود معلومات محددة عن مخططات استخباراتية أو هجمات محتملة، فإن الجهات الأمنية في كلا البلدين في حالة تأهب دائم.
تأتي هذه الإجراءات وسط تقارير استخباراتية تفيد بأن فيينا تحتضن واحدة من أكبر سفارات إيران في أوروبا، والتي يُستخدم موظفو الاستخبارات الإيرانيون من خلال تغطيات دبلوماسية فيها. وأشار تقرير جهاز حماية الدستور النمساوي إلى أن هؤلاء الوكلاء يحاولون كتم أو قمع الأصوات المعارضة في الشتات الإيراني. ويُعرف مركز الإمام علي في فلوردسدورف (Floridsdorf) بأنه مركز رئيسي للتجسس ونفوذ النظام الإيراني، حسب تقارير سابقة لـ DER STANDARD، في حين حظرت ألمانيا في يوليو 2024 مركزًا إسلاميًا مشابهًا في هامبورغ.
كما يُنظر إلى “الفاعلين بالوكالة” (Proxy Actors) على أنهم خطيرون، وهم شبكات إجرامية مثل عصابات المخدرات أو الجماعات الإرهابية التي توظفها الأجهزة الإيرانية لتنفيذ عمليات خارجية. وغالبًا ما تُدار هذه العمليات عبر وكلاء في إيران أو وسطاء، مما يصعب ربطها مباشرة بطهران.
وتبقى الحماية المشددة للمؤسسات اليهودية في النمسا على أعلى مستوياتها، خاصة بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أدى إلى رفع حالة التأهب إلى ثاني أعلى مستوى إرهابي. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد زيادة كبيرة في عدد العناصر الإسلامية المتشددة.
كما استهدف النظام الإيراني المؤسسات اليهودية، حيث أقدم شخص ذو أصول ألمانية إيرانية في خريف 2022 على إلقاء قنبلة حارقة على مدرسة في بوخوم، وكان الهدف المحتمل هو الكنيس المجاور، بحسب تقرير صحيفة Süddeutsche Zeitung، وقد ورد أن العملية كانت بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني.



