النمسا تمدد “عملية فوكس” على الحدود مع المجر رغم التراجع الحاد في أعداد المهاجرين
استمرت السلطات النمساوية في تنفيذ “عملية فوكس” التي أُطلقت في ديسمبر/كانون الأول 2022 لمكافحة الهجرة غير الشرعية وأنشطة التهريب على الحدود النمساوية الهنغارية، بعدما أعلن وزير الداخلية النمساوي Gerhard Karner (حزب الشعب النمساوي – ÖVP) الثلاثاء، في مؤتمر صحفي بمدينة Nickelsdorf، عن تراجع كبير في أعداد الموقوفين والمضبوطين، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أكد Karner أن العملية تميزت بكونها “ذكية، مجتهدة، حازمة، وقبل كل شيء ناجحة”، موضحاً أنه عند انطلاقها في ديسمبر/كانون الأول 2022، كانت مشاهد “مختلفة إلى حد كبير، وأحياناً درامية” تسود المنطقة الحدودية، حيث جرى توقيف أعداد كبيرة من المهاجرين، معظمهم من الشباب الذكور، وضبط العديد من مركبات التهريب، وأشار إلى أن الشرطة تمكنت من إحداث “انعطافة في المسار” بفضل إجراءات متعددة، مما أدى إلى “انخفاض هائل” في الأعداد، وهو ما وفر “تخفيفاً كبيراً للضغط على السكان” في منطقة Burgenland وفي عموم النمسا.
وبيّن Karner أنه خلال الأسبوع الماضي سُجّل 74 توقيفاً لمهاجرين، مقارنة بـ 2,567 حالة توقيف في أسبوع واحد قبل ثلاث سنوات، واصفاً ذلك بـ “التراجع الواضح”. وأكد أن هدفه هو خفض الهجرة غير الشرعية إلى الصفر والقضاء على نشاطات المهربين، كما انخفضت أعداد توقيف المهربين، حيث أوقفت السلطات الهنغارية 166 مهرباً في 2023، و33 في 2024، و12 حتى الآن هذا العام، فيما شهدت ولاية Burgenland ثلاث حالات توقيف فقط حتى الآن. وانخفض أيضاً عدد مرافق الإيواء المخصصة للمهاجرين.
وفي Nickelsdorf، سيتم قريباً تفكيك أربعة خيام فارغة كانت مخصصة لإيواء اللاجئين، بينما ستبقى وحدات الحاويات وقاعة مخصصة لعمل الشرطة، وأكد Karner أن هذه الأرقام ليست سبباً للتوقف أو الاكتفاء بما تحقق، بل هناك “تكليف بالاستمرار في العمل الحازم”.
من جانبه، أوضح مدير الشرطة الفيدرالية Michael Takacs أن “عملية فوكس” أُنشئت للعمل مع الشرطة الهنغارية على الأراضي الهنغارية ضد شبكات التهريب والهجرة غير الشرعية، حيث تم اعتراض نحو 3,200 مهاجر وأكثر من 200 مهرب هناك، مؤكداً أن هذا التدخل المبكر حال دون وصولهم إلى النمسا، وأشار إلى أن الشرطة النمساوية تشارك أيضاً في نقاط أخرى مثل الحدود الهنغارية–الصربية أو ضمن مهام Frontex بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية.
كما وصف نائب مدير شرطة ولاية Burgenland Werner Fasching العملية بأنها “قصة نجاح يمكن التعايش معها جيداً”، مذكّراً بأن عام 2022 شهد ذروة توقيف المهاجرين بواقع 81,000 شخص. وأوضح أن “عملية فوكس” تضم حالياً 40 شرطياً نمساوياً، مع إمكانية تعديل العدد وفق الحاجة، مؤكداً استمرار العمل وعدم التهاون. وأقر Takacs بأن نشاط التهريب ما زال “عنيفاً وتحدياً كبيراً”، إلا أن الوضع الحالي يجبر شبكات التهريب على “إعادة ضبط أساليبها”.



