النمسا تندد بتهديدات ترامب بضم غرينلاند التابعة للدنمارك وتدعو إلى احترام السيادة
فيينا – INFOGRAT:
رفضت النمسا، على غرار العديد من الدول الأخرى، تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن ضم غرينلاند، الإقليم التابع للمملكة الدنماركية.
وأكدت وزارة الخارجية النمساوية في تصريح خاص لوكالة الأنباء النمساوية (APA) أن “السلامة الإقليمية والسيادة الوطنية لكل دولة يجب أن تُحترم من قبل الجميع”. كما وصفت الوزارة سؤالاً حول احتمال تطبيق بند الالتزام بالدفاع المشترك ضمن معاهدات الاتحاد الأوروبي بأنه “افتراضي بحت”.
وجاءت تصريحات النمسا عقب تدخل كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، التي أكدت في مؤتمر صحفي في بروكسل على ضرورة احترام السيادة الإقليمية لغرينلاند. وأوضحت كالاس، التي شغلت سابقاً منصب رئيسة وزراء إستونيا، أن غرينلاند جزء لا يتجزأ من المملكة الدنماركية. وأضافت أنها أجرت مكالمة هاتفية مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، حيث أكدت الأخيرة أن العلاقات بين الدنمارك والولايات المتحدة ما زالت جيدة، رغم تصريحات ترامب المثيرة للجدل.
وقد دعت رئيسة الوزراء الدنماركية إلى اجتماع طارئ مع قادة الأحزاب السياسية الدنماركية مساء الخميس، وذلك لتوضيح الإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال الأيام الأخيرة رداً على هذه التصريحات.
وفي سياق متصل، قلل وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أهمية تصريحات ترامب، حيث وصفها بأنها “غير واقعية”، مشيراً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إلى أنه “منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لم تشهد الدول الأعضاء فيه أي حرب فيما بينها”. وأضاف لامي أنه يعتقد أن ترامب سيعترف في النهاية بسيادة غرينلاند كجزء من المملكة الدنماركية.
أما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي التقت ترامب مؤخراً في مقر إقامته بمار-آ-لاغو، فقد حاولت التخفيف من حدة القلق الدولي قائلة: “لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستسعى في المستقبل القريب إلى ضم أراضٍ بالقوة، تصريحات ترامب ربما تكون موجهة إلى دول أخرى لأهداف استراتيجية”.
على الجانب الروسي، وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف تصريحات ترامب المتعلقة بغرينلاند بأنها “تطور دراماتيكي”. وأكد أن القطب الشمالي يمثل منطقة استراتيجية لمصالح روسيا. كما اقترح بيسكوف إجراء استفتاء شعبي في غرينلاند لتحديد رغبة سكانها بشأن انتمائهم الوطني، مستشهداً بالاستفتاءات المثيرة للجدل التي أجرتها روسيا في المناطق الأوكرانية عام 2022، والتي أدت إلى إعلان موسكو ضم تلك المناطق رغم رفض المجتمع الدولي.
وفي خطوة مختلفة، طرحت السياسية السويسرية المعارضة سانيا أميتي، وهي رئيسة حزب الخضر الليبراليين، فكرة أن تلعب سويسرا دور الوسيط لإعلان استقلال غرينلاند كدولة أوروبية. وكتبت أميتي عبر منصة “X” أن “غرينلاند تتمتع بموقع جيوسياسي استثنائي، واستقلالها قد يكون أساسياً بالنسبة لأوروبا. سويسرا يمكن أن تكون الوسيط المثالي لتحقيق هذا الهدف”.
يُذكر أن ترامب، الذي سيؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير الجاري، أثار الجدل بتصريحاته حول السيطرة على غرينلاند، مشيراً إلى أنها ضرورية للأمن القومي الأمريكي. وأضاف أنه لا يستبعد اللجوء إلى الوسائل العسكرية أو الاقتصادية لتحقيق هذا الهدف. جدير بالذكر أن ترامب سبق وأبدى اهتمامه بشراء غرينلاند خلال ولايته الأولى عام 2019، لكن الدنمارك رفضت العرض بشكل قاطع.
وتعتبر غرينلاند، التي استعمرتها الدنمارك في القرن الثامن عشر، واحدة من أكبر الجزر في العالم، حيث تبلغ مساحتها حوالي مليوني كيلومتر مربع، أي ما يقرب من نصف مساحة الاتحاد الأوروبي. وتتمتع الجزيرة بالحكم الذاتي منذ عام 1979، وتتميز بمواردها الطبيعية الغنية التي تشمل النفط والغاز والذهب واليورانيوم والزنك. كما أنها تمثل موقعاً استراتيجياً مهماً في شمال المحيط الأطلسي، حيث يوجد بها قاعدة عسكرية أمريكية.
وفي سياق آخر، رفض ديفيد لامي أيضاً تصريحات ترامب حول رفع ميزانية الدفاع لدول الناتو إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وأكد أن الولايات المتحدة حالياً تنفق حوالي 3.38% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، داعياً إلى تقديم خطة واضحة قبل المطالبة برفع هذه النسبة.



