النمسا وإيطاليا تتفقان على تعزيز التعاون في ملف الهجرة وترحيل المدانين السوريين
فيينا – INFOGRAT:
أعلن المستشار النمساوي كريستيان شتوكَر ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في العاصمة روما عن اتفاق على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الهجرة، توسيع الاتحاد الأوروبي، وأمن الطاقة، إلى جانب مناقشة قضايا جيوسياسية أخرى ذات صلة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
جاء ذلك خلال لقاء رسمي جمع الطرفين يوم الثلاثاء في قصر كيدجي (Palazzo Chigi)، المقر الرسمي لرئاسة الحكومة الإيطالية. وأكد الجانبان في مؤتمر صحفي مشترك توافق الرؤى بشأن سبل التصدي للهجرة غير النظامية، مع التركيز على “مقاربات مبتكرة” وضرورة تطوير السياسات الأوروبية في هذا الإطار.
توافق بشأن الهجرة والترحيل
قالت جورجا ميلوني إن هناك “تطابقًا كبيرًا في المواقف” بينها وبين شتوكَر، لا سيما فيما يخص الحلول الجديدة لمواجهة ظاهرة الهجرة، والتي وصفتها بأنها “أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت عليه، ولم تعد الوسائل التقليدية كافية لمواجهتها”.
وأشارت ميلوني إلى أن إيطاليا تواجه تحديات الهجرة عبر طريق البحر الأبيض المتوسط، فيما تتأثر النمسا بشكل رئيسي من طريق البلقان. وأضافت: “أشكر المستشار شتوكَر على التعاون المثمر حتى الآن، ونتطلع إلى تعزيز هذا التعاون في المستقبل”.
بدوره، شدد كريستيان شتوكَر على أهمية تعزيز التعاون مع دول المنشأ ودول العبور للمهاجرين، وأكد أن النمسا بدأت مؤخرًا بترحيل لاجئين سوريين ارتكبوا جرائم. وأضاف: “وجدنا طريقًا قانونيًا لتنفيذ عمليات الترحيل هذه. إيطاليا شريك استراتيجي لنا في قضايا الهجرة”.
توسيع الاتحاد الأوروبي ضرورة جيوسياسية
ناقش الطرفان أيضًا قضية توسيع الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بدول غرب البلقان. وأعربت ميلوني عن دعمها التام لهذا المسار، واصفة إياه بأنه “عملية إعادة توحيد أوروبا”، وأضافت: “يجب إرسال إشارات واضحة لهذه الدول، خاصة تلك التي تبذل جهودًا جادة للانضمام، من أجل تسريع اندماجها في الاتحاد”.
واتفق معها شتوكَر، مشيرًا إلى أن “إيطاليا والنمسا لطالما كانتا من أبرز الداعمين لتوسيع الاتحاد”، لافتًا إلى مبادرة “مجموعة أصدقاء غرب البلقان” التي أطلقتها الدولتان. وأكد: “نحن بحاجة إلى إعطاء هذه الدول منظورًا واقعيًا للانضمام، ليس بدافع المثالية، بل لحماية الاستقرار الجيوسياسي في أوروبا”.
موقف موحد تجاه تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية
كما تطرقت المحادثات إلى التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الأوروبية. وصرّح شتوكَر: “نحن متفقون تمامًا على ضرورة أن تتخذ أوروبا موقفًا موحدًا وحازمًا. نواصل دعم جهود المفوضية الأوروبية في التفاوض الجاد مع الولايات المتحدة”.
تعاون في الاقتصاد والطاقة وملف جنوب تيرول
وأكدت ميلوني أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يسير على نحو جيد، مشيرة إلى توقيع وثيقة مشتركة بين إيطاليا والنمسا حول مستقبل صناعة السيارات الأوروبية. كما شددت على أهمية تعزيز أمن الطاقة، لا سيما عبر مشروع ممر SoutH2 لنقل الهيدروجين الأخضر، والذي يمتد بطول 3,300 كيلومتر ليربط جنوب أوروبا بوسطها عبر إيطاليا والنمسا وألمانيا.
وبخصوص جنوب تيرول (Südtirol)، رحّب شتوكَر ببدء مناقشة إصلاح قانون الحكم الذاتي في البرلمان الإيطالي يوم الثلاثاء، ووجه شكره الشخصي إلى ميلوني على دعمها المباشر لهذا المشروع.
فيينا كموقع للمفاوضات بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط
وكان شتوكَر قد زار يوم الاثنين الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكوينيراله (Quirinalspalast)، حيث ناقش الطرفان النزاعات الجارية في أوكرانيا والشرق الأوسط. وقال شتوكَر: “اقترحت أن تكون فيينا موقعًا محايدًا للمفاوضات في هذين الملفين. يمكننا أن نساهم في تهدئة الأوضاع”.



