الهيئة الإسلامية: أطفال فيينا المسلمون يشكلون أكبر مجموعة دينية بالمدارس بنسبة 41.2%
انعقد الخميس الموافق 4 ديسمبر 2025، في العاصمة فيينا، الاجتماع السنوي لمفتشي ومفتشات التعليم الديني الإسلامي على مستوى المقاطعات النمساوية، حيث ركزت النقاشات على محاور أساسية تتعلق بالتطورات البيداغوجية الحديثة، ومعايير الجودة في تدريس المادة، وآليات الارتقاء بالعمل التربوي الديني، في خطوة تهدف لضمان جودة التعليم المقدم لنحو 70 ألف طالب مسلم في مختلف المراحل الدراسية في النمسا.
عُقدت الفعالية في المقرّ الجديد لهيئة التعليم ومعهد الدين الإسلامي التابع لكلية التربية الدينية في فيينا – النمسا السفلى، والكائن في الحي الرابع من المدينة. وقد استهل رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا فورال فعاليات الاجتماع بكلمة افتتاحية أكد فيها على الأهمية الحيوية للدور الذي يضطلع به مفتشو التعليم في ضمان جودة تدريس مادة الدين الإسلامي داخل المدارس الحكومية، وتعزيز مهنية الكوادر التعليمية المشرفة على هذا الملف.
وشهد الافتتاح تقديم كلمات توجيهية من كل من مدير دائرة التعليم بنور مصطفى، ورئيسة شؤون المدارس كارلا بغجاتي، ومدير معهد الدين الإسلامي في KPH، حيث تناولت هذه المداخلات المستجدات البيداغوجية وضرورات التطوير المستمر لعملية التدريس.
محاور أساسية وتكريم خاص
تركزت نقاشات الاجتماع حول ثلاثة محاور أساسية: التطورات البيداغوجية الحديثة، ومعايير الجودة في تدريس مادة الدين الإسلامي، وآليات الارتقاء بالعمل التربوي الديني على مستوى عموم المقاطعات النمساوية. كما شهدت الجلسات حوارات معمّقة شملت آليات تحديث المناهج، وبرامج تأهيل الكوادر، والتعامل الأمثل مع التحديات المتنامية في البيئات التعليمية متعددة الثقافات.
وشهد اليوم الأول للاجتماع لحظة خاصة تمثلت في تكريم المفتش المخضرم كنان إرغون، الذي يستعد للتقاعد العام المقبل بعد مسيرة مهنية امتدت لعقود. وقد عبّر رئيس الهيئة الإسلامية والزملاء عن تقديرهم البالغ لجهوده المؤثرة في تطوير التعليم الديني الإسلامي، والدور الذي لعبه في تشكيل أجيال من المدرسين المتخصصين وترسيخ ممارسات تربوية مهنية راسخة.
وفي ختام فعاليات اليوم، قدّمت الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا (IGGÖ) شكرها للسيد إرغون وجميع المفتشين والمفتشات على خدماتهم القيّمة وإسهاماتهم المستمرة في دعم التعليم الديني الإسلامي داخل المدارس. ويُذكر أن الاجتماع السنوي يتواصل حتى يوم غد الجمعة الموافق 5 ديسمبر.
أرقام ومؤشرات حول التعليم الديني الإسلامي في النمسا
تشير الأرقام المتاحة إلى أن الهيئة الإسلامية في النمسا تقدّم التعليم الديني الإسلامي لأكثر من نحو 70 ألف طالب مسلم في مختلف المراحل الدراسية، وذلك عبر قرابة 600 معلم ومعلمة. وقد بدأ هذا التعليم الرسمي في المدارس العامة خلال العام الدراسي 1982/1983، وذلك في أعقاب الاعتراف القانوني بالمجتمع الإسلامي في النمسا عام 1979.
وتكشف البيانات المنشورة أن الأطفال المسلمين يشكّلون اليوم أكبر مجموعة دينية في مدارس العاصمة فيينا، بنسبة تقارب 41.2%، يليهم المسيحيون بنسبة 34.5%، بينما تبلغ نسبة غير المنتمين دينيًا نحو 23%.
يُنظَّم تقديم مادة التعليم الديني وفقًا لعدد الطلاب، حيث يُشترط وجود ثلاثة طلاب على الأقل لبدء التدريس. ويتم تخصيص ساعة واحدة أسبوعيًا إذا كان عدد الطلاب أقل من عشرة أو أقل من نصف طلاب الصف، بينما تُدرّس المادة ساعتين في الأسبوع في الحالات الأخرى. وتعتمد العديد من التقييمات المهنية على مقابلات نوعية مع مجموعة من المدرسين والمدرسات من مناطق مختلفة عبر المقاطعات النمساوية لفهم التجربة التعليمية من منظور الممارسين في الميدان.



