انتقادات حادة لإجراءات سحب اللجوء من السوريين في النمسا قبل عيد الميلاد

انتقدت منظمات الإغاثة في النمسا بدء إجراءات سحب اللجوء من سوريين وسوريات قبل عيد الميلاد، بينما وصفت وزارة الداخلية ذلك بأنه “إجراءات عادية في شؤون الأجانب واللجوء”.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، منذ عام 2016، تعيش كريستين جيرجوس في النمسا بعد فرارها مع زوجها من نظام الأسد. تقيم الآن في كرمس مع زوجها وطفليها. قبل شهرين، انضم شقيقها جورج جيرجوس إلى العائلة بعد هروبه من سوريا لتجنب الخدمة العسكرية.

إلا أن سقوط نظام بشار الأسد أدى إلى تعليق طلب لجوء جورج. يشعر جورج بالقلق من احتمال إعادته إلى سوريا قائلاً: “الوضع بعد سقوط الأسد غير واضح. لا نعرف ما إذا كانت الأمور ستتحسن أم تزداد سوءاً. حالياً، لا توجد حكومة، وأنا قلق بشأن مستقبل سوريا”.

انتقادات لبدء الإجراءات في فترة الأعياد
بدأت النمسا الأسبوع الماضي أولى إجراءات سحب اللجوء لنحو 95,000 لاجئ سوري. وأعربت منظمة Diakonie عن قلقها من توقيت هذه الإجراءات، خصوصاً مع إغلاق العديد من مراكز الاستشارة خلال فترة الأعياد.

قال كريستوف ريدل، خبير شؤون اللجوء في Diakonie: “هذا يسبب قلقاً كبيراً للاجئين، حيث يعتقد الكثيرون أن وضعهم القانوني قد انتهى وعليهم المغادرة فوراً، وهذا غير صحيح. اللجوء يبقى سارياً حتى انتهاء الإجراءات”.

عدم وضوح الوضع في سوريا
أكد ريدل أن العودة إلى سوريا غير ممكنة حالياً بسبب عدم استقرار الوضع هناك. وأضاف: “لا يمكننا معالجة طلبات جديدة أو سحب اللجوء دون معرفة الوضع الحقيقي في سوريا”.

دعوة للاجئين للحذر
نصح ريدل اللاجئين الذين تلقوا إخطارات بسحب لجوئهم بالتوجه إلى مراكز استشارية، مشدداً على ضرورة التروي وعدم التسرع في العودة إلى سوريا: “إذا عاد اللاجئ وتبين أن الوضع غير مناسب هناك، فإن العودة إلى النمسا تصبح مستحيلة”.

رد وزارة الداخلية
أوضحت وزارة الداخلية أن “الحماية دائماً تكون مؤقتة، ويمكن إلغاؤها إذا تغيرت الظروف في بلد المنشأ بشكل جوهري”. وأضافت أن الإجراءات تشمل جمع المعلومات ومراجعة كل حالة على حدة مع توفير الفرصة للاجئين للتعليق على قضيتهم.

دعم مالي للراغبين في العودة
عرضت الوزارة على اللاجئين الراغبين في العودة إلى وطنهم مبلغاً يصل إلى 1,000 يورو نقداً، بالإضافة إلى مساعدة في تنظيم الرحلة. ومع ذلك، رفضت كريستين وجورج هذه الفكرة، حيث أكدت كريستين أنها تسعى للعيش بسلام في النمسا مع عائلتها وأطفالها، الذين أصبحوا مندمجين بشكل جيد في المجتمع النمساوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى