انخفاض تاريخي بنسبة 70% في طلبات اللجوء من السوريين في النمسا بعد التحولات السياسية وعودة الآلاف

سجّلت النمسا انخفاضاً كبيراً في طلبات اللجوء من السوريين وسط تغييرات جيوسياسية وعودة متزايدة للاجئين إلى سوريا

شهدت النمسا، إلى جانب دول أوروبية أخرى، تراجعاً ملحوظاً في عدد طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، في ظل تحوّلات سياسية وأمنية وصفت بـ”التاريخية”، حيث أعلن المفوض الأوروبي النمساوي للشؤون الداخلية والهجرة، ماغنوس بورنر (Magnus Börner)، أن السوريين لم يعودوا يشكلون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات.

وأشار بورنر، إلى أن هذا التطور يعكس “نقطة تحوّل تاريخية”، بعد الانخفاض الحاد في طلبات اللجوء من السوريين، والذي جاء في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتشكيل حكومة سورية جديدة أعلنت عن إقامة “مناطق آمنة”.

وأوضح تقرير صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبي أن عدد طلبات اللجوء الشهرية من السوريين انخفض من نحو 16 ألف طلب في تشرين الأول/أكتوبر 2024 إلى 5 آلاف فقط في شباط/فبراير 2025، أي بنسبة انخفاض بلغت 70 في المئة خلال أربعة أشهر فقط.

انخفاض ملموس في النمسا وألمانيا

وفي السياق ذاته، بيّن التقرير أن النمسا شهدت انخفاضاً في أعداد طالبي اللجوء بنسبة 35 في المئة، وذلك بحسب معطيات وزارة الداخلية النمساوية. وقد تراجعت طلبات اللجوء المقدّمة من السوريين من نحو 1200 طلب خلال خريف 2024 إلى حوالي 400 طلب فقط في آذار/مارس 2025، ما يعكس توجهاً متسارعاً في إعادة تقييم السوريين لأوضاعهم وظروفهم في دول الاستضافة.

أما في ألمانيا، فقد تراجعت طلبات لجوء السوريين بنسبة 29 في المئة، والأفغان بنسبة 32 في المئة، والأتراك بنسبة 60 في المئة. ومع هذا الانخفاض، لم تعد ألمانيا الوجهة الأولى لطالبي اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي.

تأثيرات جيوسياسية على نظام اللجوء الأوروبي

قال المفوض الأوروبي بورنر إن هذا الانخفاض “مرتبط مباشرة بالتغيرات الجيوسياسية”، مضيفاً: “يُظهر التراجع الحاد في طلبات اللجوء من السوريين كيف يمكن لتطورات الأحداث في مناطق أخرى من العالم أن تنعكس مباشرة على نظام اللجوء الأوروبي”.

وأكد بورنر أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تعزيز التعاون مع “الدول الشريكة” بهدف “التحكم في تدفقات الهجرة قبل أن تصل إلى حدودنا، ودعم اللاجئين في أماكن تواجدهم قبل أن يشرعوا في الرحلة نحو أوروبا”.

مؤشرات على العودة إلى سوريا

وعزز التقرير الأوروبي هذه القراءة بالإشارة إلى مؤشرات واضحة على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في ظل تحسّن الأوضاع الأمنية نسبياً. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد عاد نحو 437,226 سورياً من دول الجوار إلى سوريا بين 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 و17 نيسان/أبريل 2025.

كما وثقت المفوضية عودة حوالي مليون نازح سوري داخلياً إلى مناطقهم، من بينهم 188,121 شخصاً خرجوا من مخيمات النزوح خلال الفترة ما بعد سقوط النظام وحتى 10 نيسان/أبريل الجاري.

وبحسب تقرير لفرق العمل المعنية بالنازحين داخلياً، فإن نحو 175,512 سورياً (أي ما يعادل 33 ألف عائلة تقريباً) عادوا طواعية من تركيا إلى سوريا حتى 13 نيسان/أبريل، وفقاً لتصريحات وزير الداخلية التركي في 16 من الشهر ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى