انخفاض تاريخي في المياه الجوفية في النمسا رغم الفيضانات وموجات الأمطار
فيينا – INFOGRAT:
سجّل مستوى المياه الجوفية في النمسا انخفاضاً ملحوظاً رغم الأمطار الأخيرة، وفقاً لتحليل أجرته منظمة السلام الأخضر Greenpeace البيئية، حيث أظهرت بيانات منتصف يوليو أن أكثر من نصف محطات القياس البالغ عددها 231 محطة سجلت مستويات مياه منخفضة إلى منخفضة جداً، مع تضرر ملحوظ في الولايات الغربية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أعلنت منظمة Greenpeace، في بيان صدر اليوم الأربعاء، أن الأمطار التي هطلت خلال الأسابيع الماضية لم تؤدِّ إلى تعافٍ مستدام في مستويات المياه الجوفية في النمسا، وبحسب تحليل حديث للمنظمة، فإن 26 محطة من أصل 231 محطة قياس سجلت مستويات “منخفضة جداً”، و111 محطة سجلت مستويات “منخفضة”، ما يعني أن ما يقارب 60% من المحطات تعاني من نقص واضح في المياه الجوفية.
وذكرت المنظمة أن التأثير الأكبر سُجِّل في الولايات الغربية، وتحديداً في Tirol وSalzburg وVorarlberg، نتيجة فصل شتاء خالٍ من الثلوج وربيع شهد شحاً في الأمطار، وفي Tirol، أظهرت 86% من محطات القياس مستويات منخفضة أو منخفضة جداً، وفي Salzburg بلغت النسبة 85%، أما في Vorarlberg، فقد تم في منطقتي Höchst وStallehr تسجيل أدنى مستويات مياه جوفية على الإطلاق لشهر يوليو. وفي Burgenland، أبلغت 60% من المحطات عن مستويات منخفضة كذلك.
وأشار الخبير في شؤون المياه Sebastian Theissing-Matei إلى أن أكثر من واحدة من كل عشر محطات سجلت مستويات مياه لم تُرصد من قبل في مثل هذا الوقت من السنة.
ودعت Greenpeace الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ السجل المعلن لسحب المياه (Wasserentnahmeregister)، معتبرة أن البلاد بحاجة ماسة إلى تحول جذري في سياسات المياه، بما يشمل استراتيجية وطنية شاملة تغطي جميع جوانب الاستهلاك.
وربطت المنظمة بين هذا التدهور في منسوب المياه الجوفية وبين التغيرات المناخية العالمية. فبحسب التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن الأزمات المناخية تساهم في زيادة تواتر وحدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والعواصف وموجات الحر، مع تأكيد أن الأمطار والعواصف تزداد قوة، بينما تصبح فترات الجفاف أكثر حدة وجفافاً.
ودعت المنظمة أيضاً إلى فرض رسوم على كميات المياه التي تسحبها المنشآت الصناعية، مشيرة إلى أن هذا الإجراء منصوص عليه ضمن التشريعات الأوروبية عندما يكون لسحب المياه تأثير على توفرها أو على البيئة، كما طالبت بتنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل مجاري الأنهار (Renaturierung von Flussläufen)، بهدف تحسين قدرة الطبيعة على امتصاص وتخزين مياه الأمطار.وسلطت الضوء على أن هذه الظاهرة ليست محصورة بالنمسا فقط، إذ تعاني أوروبا بأسرها من انخفاض مستويات المياه الجوفية، وأكدت دراسة سابقة أعدّتها جامعة TU Graz عام 2023 أن منسوب المياه الجوفية ظل منخفضاً بشكل مستمر منذ عام 2018، حتى وإن أعطت بعض الظواهر المناخية المتطرفة – مثل الفيضانات – انطباعاً مؤقتاً بعكس ذلك، واعتبر الخبراء أن السبب الرئيسي لهذا الوضع هو التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.




