باحثون في النمسا يكتشفون آلية تأثير التوتر على تمييز الأحداث المخيفة

يعطل الإجهاد تكوين الذاكرة، ما يؤدي إلى تأثيرات ملحوظة على قدرة الأفراد على الاستجابة للتهديدات والتمييز بينها وبين المواقف الآمنة. هذه النتائج جاءت وفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون في معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا، ونُشرت في مجلة “سيل”.

تفاصيل الدراسة

أوضح العلماء أن التوتر يعيق تكوين الذكريات، خصوصًا ذكريات الأحداث المخيفة، مما قد يفسر شعور القلق الذي يعاني منه بعض الأفراد حتى في البيئات الآمنة. وأشار الباحث النمساوي Ryuichi Shigemoto إلى أن الدراسة استخدمت أساليب متطورة لتوضيح كيفية تأثير الإجهاد على أنماط تخزين الذكريات في الدماغ.

التجربة العلمية

الدراسة، التي اعتمدت على تجارب أجريت على الفئران، كشفت أن الإجهاد يؤدي إلى تشكّل إنغرامات أكبر داخل اللوزة الدماغية، وهي منطقة تشارك في التوتر والعواطف. في ظل الضغط، تصبح هذه الإنغرامات غير قادرة على التمييز بين الأحداث المحايدة والمخيفة، مما يفسر الشعور بالخوف العام.

تم تعريض الفئران للتوتر عن طريق حقنها بهرمون الكورتيكوستيرون أو تقييد حركتها، ثم تم وضعها في غرف تحتوي على مؤثرات صوتية، بعضها محايد وبعضها مرتبط بصدمة في القدم. أظهرت الفئران المجهدة استجابة تجمد لكلا الصوتين، في حين أن الفئران غير المجهدة كانت أكثر تمييزًا.

آلية عمل الدماغ

اكتشف الباحثون أن الإجهاد يغير وظائف ناقلات عصبية في الدماغ، مثل “إندوكانابينويد”، التي تؤثر على عملية تشكيل الإنغرامات. يؤدي هذا إلى زيادة حجم الإنغرامات، ما يجعل الذكريات أكثر تعميمًا ويؤدي إلى صعوبة في التمييز بين التهديدات الحقيقية والمواقف الآمنة.

الخطوة القادمة

يعمل الباحثون الآن على دراسة إمكانية تعديل هذه الإنغرامات أو تطوير علاجات جديدة للتخفيف من تأثير الإجهاد على الذاكرة، مما قد يُحدث نقلة نوعية في علاج اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى