براءة إمام مصري سابق في فيينا متهم بـ التحريض ضد اليهود بعد هجوم حماس على إسرائيل
أصدرت المحكمة الجنائية الإقليمية في فيينا (Wiener Straflandesgericht) اليوم الأربعاء حكماً غير نهائي يقضي ببراءة إمام سابق في فيينا من أصول مصرية كان متهماً بالتحريض (Verhetzung). واعتبر القاضي أن منشورين نشرهما المتهم على الإنترنت بعد هجوم حماس على إسرائيل لا يستوفيان شروط تهمة التحريض، بل يندرجان تحت مظلة حرية التعبير، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تبريرات القاضي لحرية التعبير
ورأى القاضي أن المنشورات التي تضمنت عبارات مثل “حوّل غزة وفلسطين كلها إلى مقبرة لليهود” لا تحقق أركان جريمة التحريض وتغطيها حرية الرأي. وجاء تبرير القاضي للحكم غير النهائي بالبراءة للرجل البالغ من العمر 61 عاماً بالقول: “إنه رأي مقبول ومسوغ أن يقول إنه يريد أن تفوز فلسطين بالحرب وتخسر إسرائيل الحرب”. وأضاف: “ما لا يجوز قوله هو ‘الموت لجميع اليهود’، لكن المتهم لم يفعل ذلك”.
كما أيَّد القاضي حجة المتهم بأن متابعيه على Facebook “يدركون تماماً” أنه بعبارة “اليهود والصهاينة” لم يكن يقصد جميع اليهود، بل قصد على وجه التحديد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والجنود الإسرائيليين، وتابع القاضي تبريره قائلاً إن هذه الفئة “هم أيضاً يهود وصهاينة، ولكن لا يُتمنى لهم الموت بسبب ديانتهم، بل لأنهم هم من يقصفون المستشفيات في غزة”. واعتبر أن تمني الموت لهذه المجموعة “مشمول بحرية التعبير” ولا تغطيه تهمة التحريض.
المنشورات محور الاتهام
وتناولت لائحة الاتهام منشورين نشرهما الرجل بتاريخ 9 و 15 يناير 2024 على فيسبوك تحت عنوان “دعوات إلى الله”، حيث وصل المنشوران إلى 3658 متابعاً. وفي أحد المنشورات، كتب الإمام السابق: “اللهم عاقب الصهاينة المجرمين وداعميهم وفرق شملهم. اللهم أحصهم عدداً واقتلهم كلهم ولا تغادر منهم أحداً”.
وفي المنشور الثاني، الذي كان أطول بكثير، نشر المتهم من بين ما نشره: “اللهم قوِ المجاهدين في غزة وسدد رميهم وثبت أقدامهم وقوِ قلوبهم، وأرعب قلوب اليهود المحتلين، وحوّل غزة وفلسطين كلها إلى مقبرة لليهود ومن يدعمهم ويقاتل معهم”.
رد فعل IGGÖ وتخليه عن وظيفته
بعد الكشف عن المنشورات، وصفت الطائفة الإسلامية في النمسا (IGGÖ) هذه العبارات بأنها “رد فعل غير مقبول على الصراع في الشرق الأوسط”. وكانت الطائفة قد أوضحت حينها أنها لا تعرف مصطلح الفصل أو الحرمان الكنسي، وأن إمكانية الفصل لا توجد إلا في حالة صدور حكم نهائي بالإدانة يتضمن عقوبة بالسجن تزيد عن عام واحد.
وكان الإمام السابق لمسجد السلام (Assalam-Moschee) في (AmSchöpfwerk) قد تخلى عن وظائفه داخل الطائفة الدينية العربية بعد الكشف عن المنشورات. ويُرتاد مسجد السلام في الغالب من قبل أشخاص من أصول مصرية، وهو جزء من الطائفة الإسلامية في النمسا منذ عام 2016.



