بلاكولم: البطالة تُعيق الاندماج واللغة والعمل واجب على كل من يعيش في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
كشفت وزارة الاندماج أن أسرة حاصلة على اللجوء في فيينا تتلقى ما يصل إلى 50 ألف يورو سنويًا كمساعدات اجتماعية، وسط دعوات حكومية لتشديد شروط الاندماج وتشجيع العمل.
أعلنت وزارة الاندماج النمساوية، يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025، أن زوجين حاصلين على حق اللجوء ويعيشان في فيينا مع ثلاثة أطفال يمكن أن يتلقيا ما يصل إلى 50.000 يورو سنويًا من دعم “الحد الأدنى للمعيشة” (Mindestsicherung)، وذلك بحسب حسابات جديدة صادرة عن الوزارة، وقد أثار هذا الرقم انتقادات من عدة أطراف، وعلى رأسهم وزيرة الاندماج Claudia Plakolm (كلوديا بلاكولم)، التي شددت على ضرورة دمج اللاجئين في سوق العمل، قائلة: “من يعيش بيننا يجب أن يصبح جزءًا من المجتمع – وقبل كل شيء، عليه أن يعمل”.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، في ضوء هذه التطورات، قررت الحكومة الاتحادية وقف لمّ الشمل العائلي للاجئين بشكل فوري، وإن كان مؤقتًا في البداية، واعتُبرت هذه الخطوة أول إعلان سياسي بارز للحكومة الجديدة، وجاءت مبررة بما قيل إنه تجاوز للقدرات الاستيعابية في مجالي التعليم والاندماج، بالإضافة إلى أن الأنظمة الوطنية باللونين الأحمر والأبيض (في إشارة إلى النمسا) تعاني من ضغط غير مسبوق.
العبء المالي المتزايد على الدولة
وأوضحت وزارة الاندماج أن “مواطني الدول الثالثة، لا سيما أولئك القادمين من دول اللجوء، يعتمدون على المساعدات الاجتماعية بنسبة تفوق المتوسط وبشكل طويل الأمد”، وتابعت الوزارة: “نسبة الاعتماد على هذه المساعدات لم تنخفض منذ سنوات، بل أصبحت أكثر رسوخًا”.
ويعود هذا الاعتماد الكبير بالنفقات العالية على ميزانية الدولة، وتشير حسابات الوزارة إلى أن الزوجين الحاصلين على اللجوء مع ثلاثة أطفال يمكن أن يتلقوا قرابة 50 ألف يورو فقط من دعم الحد الأدنى للمعيشة سنويًا، ناهيك عن الإعفاءات من رسوم هيئة البث ORF ورسوم الوصفات الطبية، وهي امتيازات يحلم بها حتى المواطنون النمساويون في ظل أوضاع الميزانية الصعبة، على حد وصف التقرير.
دعوة لتعزيز سوق العمل والاندماج
وشددت Claudia Plakolm (كلوديا بلاكولم)، الوزيرة المنتمية إلى حزب ÖVP (الحزب الشعبي النمساوي)، على أن الوضع يتطلب إجراءات أكثر صرامة لتوجيه اللاجئين نحو العمل، وذكرت أن حصول كلا الوالدين في المثال المذكور على وظائف سيؤدي إلى توفير حوالي 50.000 يورو من الدعم، بالإضافة إلى تحقيق دخل إضافي للدولة قدره 28.000 يورو.
لكن، وعلى الرغم من هذه الأرقام، كشفت دراسة نُشرت سابقًا من قبل صندوق الاندماج النمساوي (Integrationsfonds) أن تسع نساء من أصل عشر نساء يتم لم شملهن عائليًا لا يدخلن سوق العمل خلال السنوات الثلاث الأولى من إقامتهن في البلاد.
تأكيد على القيم واللغة والعمل
وفي خضم هذا الجدل، شددت وزيرة الاندماج بلاكولم مجددًا على ضرورة الالتزام بالقيم النمساوية، قائلة:
“من يعيش بيننا يجب أن يصبح جزءًا من المجتمع، عليه أن يتعلم اللغة الألمانية، وأن يكون لديه الرغبة في العمل، وأن يلتزم بقيمنا. البطالة هي سمٌّ قاتل للاندماج، لأنها تقتل فرصة ممارسة اللغة الألمانية وتمنع التواصل مع الآخرين”.



