تعديل قانوني جديد في النمسا يجرّم إرسال الصور الإباحية دون موافقة المتلقي
فيينا – INFOGRAT:
يدخل تعديل جديد على القانون الجنائي النمساوي حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من سبتمبر 2025، ينص على تجريم إرسال الصور الجنسية غير المرغوب فيها عبر الوسائل الإلكترونية، ويُعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وغرامة مالية. وأعلنت وزارة العدل وشؤون المرأة أن هذا السلوك سيُعامل قانونًا باعتباره شكلًا من أشكال التحرش الجنسي، وسيُواجه بعقوبات صارمة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ينص التعديل بوضوح على أن العقوبة تُطبق فقط في الحالات التي تُرسل فيها الصور من دون أن يطلبها المتلقي، وتهدف التعديلات إلى توسيع نطاق الحماية القانونية لتشمل جميع أشكال التواصل الرقمي. وتشمل الوسائل المحظور استخدامها لإرسال هذه المواد:
- الرسائل النصية القصيرة (SMS)
- رسائل الوسائط المتعددة (MMS)
- البريد الإلكتروني
- الرسائل الفورية
- منشورات مواقع التواصل
- إرسال الملفات عبر تقنيات مثل AirDrop أو Bluetooth
- وحتى الفاكسات
وبحسب التعديل، إذا تم الإصرار على تكرار الإرسال رغم رفض المتلقي أو عدم تفاعله، فإن ذلك قد يُصنّف على أنه جريمة “الملاحقة المستمرة” (Stalking)، مما يرفع مستوى العقوبة إلى الحد الأقصى المقرر لهذه الجريمة الأشد خطورة.
نقاش قانوني حول مدى العقوبة
من جهتها، أعربت نقابة المحامين النمساوية (Österreichischer Rechtsanwaltskammertag – ÖRAK) عن بعض التحفظات، ودعت إلى تقييد تطبيق العقوبة الصارمة لتُفرض فقط في الحالات التي يترتب عليها ضرر نفسي أو عصبي واضح للمتلقي. وأشارت النقابة إلى ضرورة التمييز بين الإرسال غير اللائق والأذى النفسي الفعلي، من أجل تحقيق توازن قانوني عادل.
كما أوضح خبراء قانونيون ضمن ÖRAK أن المادة §207a من القانون الجنائي النمساوي تغطي بالفعل الجرائم المتعلقة بتداول المواد الجنسية المصورة التي تتضمن قُصّرًا أو أطفالًا، وأن هذا التعديل الجديد يُضاف إلى المنظومة القانونية الحالية لمكافحة الجرائم الجنسية الرقمية.
توسيع الحماية الرقمية
ويُعد هذا التعديل جزءًا من جهود حكومية موسّعة لتعزيز الحماية الرقمية وضمان كرامة الأفراد في الفضاء الإلكتروني، خصوصًا في ظل تزايد بلاغات التحرش الجنسي غير المباشر عبر تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي. وتهدف التعديلات إلى سد الثغرات القانونية القائمة، ومواكبة تطور الوسائل التكنولوجية التي تُستخدم في المضايقات الجنسية، سواء بقصد الإساءة أو الإهانة أو التعدي على الخصوصية.



