تهديد إرهابي يجبر وزير الداخلية النمساوي كارنر على إلغاء رحلته المخططة إلى سوريا
فيينا – INFOGRAT:
ألغى وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر (حزب الشعب النمساوي – ÖVP) رحلته المقررة إلى سوريا يوم الخميس، والتي كانت ستتم برفقة نظيرته الألمانية نانسي فايسر (الحزب الاشتراكي الديمقراطي – SPD)، وذلك بسبب تحذيرات محددة من تهديد إرهابي.
وبحسب صحيفة oe24 النمساوية، أعلنت وزارة الداخلية النمساوية صباح الخميس أن “التهديد المحتمل الذي يستهدف الوفود والمسؤولين الأمنيين المرافقين كان لا يمكن قبوله”، مشيرةً إلى أن القرار تم اتخاذه بالتنسيق بين وزارتي الداخلية في البلدين.
إلغاء الرحلة إلى دمشق
يتواجد كارنر وفايسر حاليًا في العاصمة الأردنية عمّان، حيث كان من المقرر أن يكملا رحلتهما صباح اليوم إلى العاصمة السورية دمشق، لكن الخطة أُلغيت رسميًا. وكان من المفترض أن تركز الاجتماعات هناك على القضايا الأمنية ومسألة إعادة اللاجئين السوريين في حال استقرت الأوضاع في سوريا.
ووفقًا للوزارة، فإن الرحلة لم يُعلن عنها مسبقًا وتم التخطيط لها تحت إجراءات أمنية مشددة، وحسب مصدر ألماني، شدد ناطق باسم الداخلية على أنه “لا يمكن تحمل تبعات التهديد المحتمل على الوفد وقوات الأمن المشاركة في التأمين”، موضحا أنه لم يكن من الممكن استبعاد أن يكون التهديد مرتبطا بالوفدين الألماني والنمساوي.
لقاءات دبلوماسية كانت على جدول الأعمال
كانت فايسر وكارنر يعتزمان عقد اجتماعات مع ممثلين عن الأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) وبرنامج الأغذية العالمي. كما كان من المقرر أن يلتقيا بوزيري الداخلية والخارجية في الحكومة الانتقالية السورية.
280 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم
منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 280 ألف لاجئ سوري عادوا من الخارج إلى سوريا، كما أعرب 30% من اللاجئين السوريين في الشرق الأوسط عن رغبتهم في العودة خلال العام المقبل، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
الوضع في النمسا وألمانيا
تُظهر إحصائيات Statistik Austria أن عدد السوريين المقيمين في النمسا بلغ 104,699 شخصًا حتى 11 فبراير، ومنذ سقوط نظام الأسد، علّقت النمسا قرارات اللجوء الخاصة بالسوريين، وبدأت إجراءات إلغاء الاعتراف بالحماية لأكثر من 2400 لاجئ، كما قررت الحكومة النمساوية، يوم الأربعاء، تعليق لمّ شمل العائلات للاجئين مؤقتًا، حيث تم منح 39 سوريًا فقط حق اللجوء هذا العام.
وفي ألمانيا، كان هناك حوالي 975,000 سوري في بداية العام الحالي، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (dpa)، بينهم 10,200 شخص ملزمون بمغادرة البلاد، إلا أن 9,100 منهم حصلوا على تصاريح إقامة مؤقتة (Duldung). وفي الوقت ذاته، تعمل الداخلية الألمانية منذ أكثر من شهرين على صياغة قانون جديد يسمح للاجئين السوريين بزيارة وطنهم لفترة قصيرة دون فقدان وضعهم القانوني في ألمانيا.
500 ألف قتيل في الحرب السورية
منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 عقب قمع احتجاجات مناهضة لنظام الأسد، قُتل أكثر من 500 ألف شخص، وفرّ الملايين إلى دول الجوار وأوروبا هربًا من العنف والأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية.
في تركيا وحدها، التي تشترك في حدود برية مع سوريا تمتد لنحو 900 كيلومتر، يعيش حوالي 2.9 مليون لاجئ سوري.
سوريا بعد سقوط الأسد
في 8 ديسمبر 2024، أُطيح بـبشار الأسد من السلطة على يد تحالف من الفصائل المتمردة بقيادة هيئة تحرير الشام (HTS)، ما دفعه للفرار إلى روسيا، ومنذ ذلك الحين، تُدار سوريا من قبل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشراع.
ومع ذلك، لا يزال الوضع في سوريا متقلبًا، حيث شنّ أنصار الأسد من الطائفة العلوية قبل ثلاثة أسابيع هجومًا مفاجئًا أدى إلى عملية عسكرية عنيفة في المناطق الساحلية شمال غرب سوريا، ما أسفر عن مئات القتلى، بينهم عدد كبير من المدنيين العلويين.على الرغم من استمرار التوترات، تم تسجيل تطورات إيجابية، مثل الاتفاق الذي أُبرم في 10 مارس بين الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد.



