جفاف الربيع وأمطار الصيف يتسببان في أسوأ موسم عسل في النمسا منذ سنوات
سجّل مربو النحل في النمسا تراجعًا كبيرًا في إنتاج العسل خلال عام 2025، حيث بلغت الكمية المُجمعة من كل خلية نحل نحو خمسة كيلوغرامات فقط، مقارنةً بمتوسط 15 كيلوغرامًا في السنوات السابقة، وأرجع اتحاد مقاطعة سالزبورغ لمربي النحل وتربية النحل السبب الرئيسي لهذا الانخفاض إلى الظروف الجوية، وعلى رأسها جفاف فصل الربيع، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
بداية موسم النحل تحت ظروف غير مواتية
انطلق عام النحل هذا العام بسوء حظ واضح، إذ فقد العديد من مربّي النحل طوائفهم خلال فصل الشتاء، بسبب ارتفاع نسبة عسل الميليزيتوز (Melezitosehonig) في عسل الغابة، والذي يُعرف بين المربين بـ”عسل الأسمنت”. هذا النوع من العسل يتصلب بسرعة كبيرة، ما يحول دون تمكن النحل من استهلاكه، وبالتالي يؤدي إلى نفوقه جوعًا داخل خلاياه.
جفاف الربيع أحبط الآمال
رغم البداية الضعيفة، بدأت الآمال تنتعش مع قدوم فصل الربيع، كما يوضح كريستيان شتيبه (Christian Steibe)، رئيس مختبر في Imkerhof Salzburg، حيث قال: “كانت المؤشرات الأولية إيجابية رغم الجفاف، وكانت درجات الحرارة ملائمة، وطوائف النحل بدأت تنمو بشكل جيد، خصوصًا في مناطق Flachgau وTennengau، بينما تتأخر Innergebirg كالمعتاد. لكن شهر مايو قضى على آمالنا تمامًا، فقد أدى إلى خسارة كبيرة في عسل الزهور وتراجع في أداء الطوائف.”
بسبب هذا الوضع، اضطر مربو النحل إلى تغذية طوائفهم يدويًا لحمايتها من الهلاك خلال شهر مايو الجاف.
أمطار يوليو فاقمت الأزمة
جاء شهر يوليو الممطر ليزيد الطين بلّة، كما أشار شتيبه: “النحل لا يحب الطيران تحت المطر. يدرك أنه كلما ابتلّ، قلّت قدرته على الطيران، وارتفعت احتمالية افتراسه. أتصور أنه داخل الخلايا، كان هناك جدال بين النحل حول ما إذا كان يجب الطيران أم لا!”
تفاوت إقليمي في إنتاج العسل
أوضح أندرياس بريغر (Andreas Brieger)، رئيس اتحاد Imkerhof Salzburg، أن الانخفاض في الإنتاج لم يكن متساويًا في جميع المناطق:
“مناطق Tennengau، مدينة سالزبورغ، Flachgau، وأجزاء من النمسا العليا (Oberösterreich) كانت الأضعف إنتاجًا. أما في مناطق Innergebirg مثل Pongau، Pinzgau، وLungau، فالوضع أفضل نسبيًا، لكن ليس في جميع الأنحاء. في الوديان مثلاً، الإنتاج ضعيف، بينما في المرتفعات الجبلية الجانبية كان الوضع أحسن.”
وأشار بريغر إلى أن الزراعة المكثفة في السهول تساهم أيضًا في تدهور الوضع، حيث يؤدي القص المبكر للأعشاب إلى حرمان النحل من نباتات مهمة مثل الهندباء (Löwenzahn).
آمال كبيرة في موسم الخريف
ورغم التحديات الكبيرة في النصف الأول من السنة، لا تزال لدى مربّي النحل آمال في أن يعوّض خريف جيد مليء بالأزهار هذا التراجع، كما قال شتيبه:
“الطوائف التي تملك كميات كافية من العسل وتتمكن من جمع المزيد خلال أواخر الصيف، هي التي تكون أكثر جاهزية لفصل الشتاء، وهي الطوائف الأقوى للموسم المقبل.”



