جمعية MUT في فيينا تنظم حفلات تبادل الملابس لدعم البيئة والمناخ بدلاً من شراء الجديدة
دعت جمعية اجتماعية في فيينا إلى المشاركة في حفلات تبادل الملابس كوسيلة لحماية المناخ والبيئة، من خلال إعادة استخدام الملابس بدلاً من شراء ملابس جديدة، حيث تنظم جمعية MUT («Mensch, Umwelt, Tier» أي الإنسان والبيئة والحيوان) هذه الفعاليات بانتظام في فيينا، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تهدف حفلات تبادل الملابس، التي تسمى “Charity Swaps”، إلى منح قطع الملابس غير المستخدمة فرصة جديدة، وتقليل النفايات النسيجية التي تتزايد بفعل الإنتاج والبيع المكثف للملابس، خاصة الملابس الرخيصة المعروفة باسم “Fast Fashion”. وتتعرض هذه الملابس لانتقادات متزايدة بسبب تأثيراتها الاجتماعية والبيئية، خصوصًا مع ازدياد عمليات الشراء عبر الإنترنت من مناطق بعيدة كالشرق الأقصى، مما يجعل زيارة المتاجر التقليدية على الشوارع التجارية في فيينا تبدو كخطوة نحو الاستدامة.
تفتح الجمعية مركزها الواقع قرب سوق Naschmarkt أبوابه بانتظام، حيث يتم عرض أكوام من الملابس المتنوعة في غرفة خلفية، تشمل سراويل وبلوزات وفساتين وتنانير بالإضافة إلى بعض الإكسسوارات والمجوهرات. لا يتطلب الأمر دفع أي رسوم أو التسجيل المسبق، كما أوضحت المتحدثة باسم الجمعية كاثارينا زيدلاخر.
وعلى الرغم من أن الملابس توزع مجانًا، فإن هذه الفعاليات لا تقتصر فقط على مساعدة المشردين، إذ توجد حملات منفصلة لذلك. ومع ذلك، يشهد حدث “Charity Swap” إقبالًا كبيرًا حتى تتشكل طوابير قبل بدايته. ولا يُشترط إحضار ملابس قديمة للمشاركة.
غالبًا ما يأتي المشاركون حاملين معهم قطعًا من الملابس لتبادلها، ولكن هذه الملابس تُفحص أولاً للتأكد من جودتها ونظافتها، حيث تُرفض القطع غير المغسولة أو ذات المشكلات الصحية.
تشارك في كل فعالية نحو 100 شخص، وغالبًا ما يلفت الانتباه أن الكثيرين منهم يرتدون ملابس أنيقة عند وصولهم، وغالبًا ما يكونون من الشباب الباحثين عن قطع “fintage” أو كلاسيكية، ويشاركون من باب دعم البيئة والمناخ لا الحاجة المادية.
تشير الإحصائيات إلى أن نصف الملابس تقريبًا تُرتدى أقل من أربع مرات في السنة أو لا تُرتدى إطلاقًا، ويتم التخلص من أكثر من 200,000 طن من النسيج سنويًا في النمسا وحدها. كما ينتقد المشاركون طول مسافات نقل الملابس الذي يضر بالبيئة والاقتصاد، حيث يُعزى نحو 35% من الميكروبلاستيك في المحيطات إلى الغسيل المتكرر للملابس.
تستهلك صناعة الملابس حوالي 9,000 لتر من الماء سنويًا لكل فرد في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن عمليات تلوين ومعالجة الأقمشة تتسبب بحوالي 20% من تلوث المياه حول العالم. لذلك يُنصح بالاعتماد على الأقمشة الطبيعية، وارتداء الملابس لفترات طويلة، أو شراؤها مستعملة أو مشاركتها عبر التبادل.



