جهاز حماية الدستور في النمسا يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لنشر التطرف
حذر جهاز حماية الدستور النمساوي من تصاعد خطر استخدام الجماعات المتطرفة للذكاء الاصطناعي في نشر الدعاية، مشيرًا إلى أن التطورات الحديثة قد تمكن المتطرفين من توجيه رسائل مخصصة لأفراد بعينهم لتعزيز التطرف، جاء هذا التحذير ضمن تصريحات مسؤولين ونقاشات حول كيفية مواجهة هذه التهديدات المتزايدة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أوضح الأمين العام للوزير SPÖ يورغ لايشترفريد (Jörg Leichtfried) يوم الخميس أن الأنظمة الحديثة للذكاء الاصطناعي يمكن استغلالها “لإقناع الناس بدعاية مصممة خصيصًا لهم”، مضيفًا أن التطورات الحالية تُراقب عن كثب لضمان الاستجابة الفعالة.
الذكاء الاصطناعي كأداة للدعاية المخصصة
بحسب جهاز حماية الدستور، يمكن للأنظمة المستقبلية للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات تلقائيًا، بما يسمح بفهم السمات النفسية والاجتماعية للأفراد، ومن ثم، يمكن للجهات المتطرفة إنتاج محتوى يستهدف المعتقدات الشخصية ونقاط الضعف لدى كل شخص على حدة، وتشمل هذه الأدوات النصوص المخصصة، والفيديوهات المزيفة بشكل مقنع، والدردشة التلقائية عبر روبوتات محادثة تعمل بالذكاء الاصطناعي، لتعزيز الرسائل المتطرفة.
تحديات أمام أجهزة الأمن
أشار DSN إلى أن الإجراءات التقليدية للمراقبة ومكافحة التطرف تواجه صعوبات أمام المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لهذه المحتويات أن تتغير ديناميكيًا وتتجاوز أنظمة الكشف المعتادة، ويعد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستغلال الثغرات في آليات التعرف على اللغة والصور والمعلومات المضللة من أكثر المخاطر التي قد تؤدي إلى عمليات تطرف يصعب إيقافها.
التعاون والتوعية
للتصدي لهذه التهديدات، تعمل DSN بشكل وثيق مع شركاء وطنيين ودوليين، كما تطمح لاستخدام أنظمة كشف قائمة على الذكاء الاصطناعي للتعرف المبكر على الدعاية المخصصة. ويُعتبر التعاون مع شركات التكنولوجيا أمرًا حيويًا، إلى جانب تعزيز مهارات التمييز الإعلامي لدى الجمهور، وأكد لايشترفريد: “فقط من خلال تعاون وثيق بين الدولة وأجهزة الأمن وشركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الإعلامي والتعامل النقدي مع المحتوى الرقمي، يمكننا مواجهة التطرف المتنامي على الإنترنت”.



