حزب NEOS يطلق “مهمة اللغة الألمانية” لتعزيز اندماج الأطفال في فيينا

أطلق كريستوف فيدركير، رئيس حزب NEOS في فيينا وعضو مجلس المدينة المسؤول عن التعليم، حملة “مهمة اللغة الألمانية” مع بدء الاستعدادات للانتخابات المحلية في فيينا، وخلال حديثه أمام أنصار الحزب يوم الخميس، أشار إلى أن الهجرة، رغم كونها جزءًا من تنوع المدينة وانفتاحها، تفرض تحديات على قدرة النظام التعليمي، وشدد على أن كل طفل يجب أن يتقن الألمانية بما يكفي لمتابعة دروسه المدرسية، تحت شعار: “اللغة، الأداء، الاندماج”.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تقوم “مهمة اللغة الألمانية” على حشد آلاف المتطوعين للعمل كـ”أوصياء على القراءة” في رياض الأطفال، لمساعدة الأطفال الصغار على تعلم اللغة، وأوضح فيدركير أن البيئة اللغوية الطبيعية التي كان الأطفال يكتسبون فيها الألمانية عبر اللعب مع أقرانهم لم تعد متاحة دائمًا بسبب التغيرات الديموغرافية. ويمكن التسجيل في المبادرة بالفعل، بينما سيتم الإعلان عن تفاصيل إضافية خلال الأسابيع المقبلة.

كما تعتزم المدينة تعزيز برامج دعم اللغة في رياض الأطفال، من خلال زيادة عدد مدربي اللغة بمقدار 50 شخصًا إضافيًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 500 في العام الدراسي المقبل، بالتعاون مع منظمات خارجية.

إلزامية حضور رياض الأطفال لـ30 ساعة أسبوعيًا ودورات صيفية للأطفال غير المتقنين للألمانية

جدد فيدركير دعوته للحكومة الفيدرالية إلى تمويل سنة ثانية إلزامية في رياض الأطفال، مشيرًا إلى أن عامًا واحدًا لا يكفي لاكتساب المهارات اللغوية المطلوبة. كما دعا إلى زيادة الحد الأدنى الإلزامي لساعات الحضور إلى 30 ساعة أسبوعيًا، منتقدًا السماح لبعض الأهالي بإحضار أطفالهم صباحًا وإعادتهم إلى المنزل قبل وجبة الغداء.

واقترح إلزام الأطفال الذين لا يتقنون الألمانية بشكل كافٍ في سنتهم الأخيرة برياض الأطفال بحضور دورات صيفية لمدة أربعة أسابيع قبل بدء المدرسة. كما أشار إلى أنه سيتم دراسة إمكانية تنفيذ بعض هذه التدابير دون الحاجة إلى تغييرات قانونية من قبل الحكومة الفيدرالية.

مطالب بزيادة عدد المدرسين للطلاب غير الناطقين بالألمانية

طالب فيدركير الحكومة الفيدرالية بتخصيص مزيد من الوظائف التعليمية لدعم الطلاب غير الناطقين بالألمانية، حيث زاد عدد هؤلاء الطلبة بشكل كبير في فيينا بسبب لمّ شمل العائلات. وانتقد تحديد عدد الوظائف التعليمية المتاحة، مشيرًا إلى أن 5,000 طالب غير ناطق بالألمانية في فيينا لا يحصلون على دعم كافٍ، واصفًا الوضع بـ”الساخر والخاطئ”.

تحذير من تحالف يميني محتمل بعد الانتخابات

أعرب فيدركير عن تشكيكه في استعداد الحكومة الفيدرالية لدعم مبادراته، محذرًا من تداعيات تحالف محتمل بين حزب الحرية (FPÖ) وحزب الشعب (ÖVP) بعد الانتخابات الوطنية المقبلة. كما أكد أن مبادرته تهدف إلى تعزيز الاندماج بدلًا من تأجيج الانقسامات، مشيرًا إلى أنه رغم المشكلات القائمة، فإن الحل لا يكمن في العودة إلى الماضي أو إثارة الانقسامات.

وأكد أن NEOS أحرز تقدمًا غير مسبوق في قطاعي التعليم والاندماج منذ انضمامه إلى حكومة فيينا عام 2020، مستشهدًا بتوسيع برامج دعم اللغة، وتوفير دورات ألمانية خلال الصيف، واستحداث فصول توجيهية للاجئين الذين لا يمتلكون خبرة تعليمية سابقة.

انتقادات من المعارضة

واجهت مبادرة فيدركير انتقادات من أحزاب المعارضة. فقد اعتبر حزب الشعب (ÖVP) أن سياسة NEOS التعليمية في فيينا قد فشلت، مشيرًا إلى أن 16,000 طفل بحاجة إلى دعم لغوي، في حين لا يتوفر سوى 300 مدرب بدوام كامل. وطالب الحزب بإجراء اختبارات إجبارية لمستوى اللغة لجميع الأطفال في سن الثالثة، وربط تمويل رياض الأطفال بجودة برامج تعليم الألمانية، وتعيين مدرب لغوي في كل روضة أطفال عند الحاجة.أما حزب الخضر (Die Grünen)، الذي حكم فيينا مع SPÖ لعشر سنوات قبل دخول NEOS الحكومة، فانتقد الإعلان عن “مهمة” جديدة قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات، معتبرًا ذلك خطوة غير مقنعة. وطالب الحزب بإصلاح شامل لنظام دعم اللغة، بحيث يصبح المدربون جزءًا دائمًا من فرق العمل في رياض الأطفال بدلًا من الحلول المؤقتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى