حزب الحرية يحذّر من “خطر أمني” لتلقّي معظم مدرّسي الدين الإسلامي في النمسا تعليمهم في تركيا
فيينا – INFOGRAT:
ارتفع أعداد التلاميذ المسلمين في النمسا بنسبة الثلث خلال عشر سنوات، ما أدى إلى زيادة الطلب على مدرّسي التربية الدينية الإسلامية، في حين أن نحو ثلث هؤلاء المدرّسين تلقوا تعليمهم في الخارج، وهو ما أثار انتقادات من حزب الحرية النمساوي (FPÖ) الذي وصف الأمر بـ”الصندوق الأسود السياسي في مجال التعليم”.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفادت الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا (Islamische Glaubensgemeinschaft in Österreich – IGGÖ) بأن عدد التلاميذ المسلمين في البلاد ارتفع خلال العقد الأخير بنسبة 33% ليصل إلى 104,000 تلميذ، الأمر الذي أدى إلى زيادة واضحة في الطلب على مدرّسي التربية الإسلامية.
غير أن هذا الطلب، كما أظهرت إجابة لوزارة التعليم النمساوية على استفسار برلماني تقدّم به حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، لا يمكن تلبيته بالكامل عبر كوادر تعليمية مؤهلة داخل النمسا. ووفقاً للبيانات، فإن نحو ثلث مدرّسي التربية الإسلامية البالغ عددهم 207 في المدارس الفيدرالية (Bundesschulen)، قد تلقوا تعليمهم في الخارج.
التعليم بالخارج غالباً في تركيا
أوضحت الوزارة، في معرض ردها على الاستفسار، أن غالبية المدرّسين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج قد درسوا في تركيا، دون تحديد دقيق للبرامج أو المؤسسات التعليمية.
وفي المدارس الإلزامية (Pflichtschulen)، يبلغ عدد مدرّسي ومدرّسات التربية الإسلامية وفقاً لبيانات IGGÖ 501 شخصاً، وتشير التقديرات إلى أن نسبة كبيرة منهم، تماثل تلك في المدارس الفيدرالية، قد تلقوا أيضاً تأهيلهم خارج النمسا، مع الإشارة إلى أن أكثر من نصفهم من النساء.
FPÖ: خطر تعليمي وأمني محتمل
عبّر هارمان بروكل (Hermann Brückl)، المتحدث باسم FPÖ لشؤون التعليم، عن قلقه من هذه المعطيات، واصفاً تعليم التربية الإسلامية في النمسا بأنه أصبح يمثل “صندوقاً أسود سياسياً في مجال التعليم”، حسب تعبيره. وأضاف بروكل في بيان صحفي أن “المدرّسين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج، خاصة إذا تمّ ذلك وفق مبادئ غير ديمقراطية، لا يشكلون فقط مشكلة تعليمية، بل ربما يشكلون أيضاً خطراً أمنياً”، حسب قوله.
IGGÖ تدافع: الاندماج موجود والتأهيل مستمر
من جهتها، رفضت كارلا أمينة بغجاتي (Carla Amina Baghajati)، رئيسة مكتب المدارس في IGGÖ، هذه الانتقادات، مشيرة إلى أن “الاعتراف بالدراسات الأجنبية يجب أن يكون مقبولاً دون أي تشويه سياسي، حتى في حالة مدرّسي التربية الدينية”، وذلك في تصريح لوكالة الأنباء النمساوية (APA).
وشدّدت بغجاتي على أن العديد من هؤلاء المدرّسين “منشؤون اجتماعياً بشكل كامل داخل المجتمع النمساوي”، أي أنهم قد ترعرعوا أو عاشوا جزءاً كبيراً من حياتهم في النمسا.
كما أشارت إلى أن المدرّسين، عند الحاجة، يخضعون أيضاً لدورات تأهيلية خاصة لتأهيلهم على خصوصيات التعليم في النمسا، وتحديداً في الكلية التربوية الدينية في فيينا والنمسا السفلى (Kirchliche Pädagogische Hochschule Wien/Niederösterreich – KPH Wien/NÖ). وأوضحت أن هذه الدورات قد تكون أحياناً إلزامية بحسب نتائج جلسات الاستماع للمدرّسين المرشحين، والتي يتم خلالها فحص مدى توافق فهمهم للإسلام مع متطلبات IGGÖ.



